دراسة لمخطوط: تاريخ الدول والملوك، لناصر الدين محمد بن عبدالرحيم بن علي بن أحمد بن محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن الفرات الحنفي، لما له من الأهمية العلمية في التأريخ للحروب الصليبية والأحداث الممتدة عبر ثلاثة قرون ممتدة بين سنتي (501 و 779هـ/ 1107 و 1396م) في منطقة الشرق الأدنى، وذهب الكاتب إلى أنه قدم هنا أول دراسة شاملة عن مادة هذا المخطوط، الذي آلت ملكيته بعد وفاة ابن الفرات في سنة 107هـ/ 1405م إلى ولده القاضي عز الدين عبدالرحيم الذي لم يعن بالتاريخ فقام ببيعه، وأخيرًا أُخرج المخطوط إلى باريس، وربما كان ذلك على أيدي علماء الحملة الفرنسية، وتوزعت نسخ ومجلدات منه في عدة مكتبات أوروبية، وقد ناقش الكاتب الأدلة الموضحة لأصالة المخطوط، وعدّه مؤرخون شرقيون وغربيون من المصادر المهمة عن الحروب الصليبية وعصر المماليك، ومن أدلة أصالة المخطوط الخط الذي كتبت فيه مادة المجلدات والذي تبين أنه لم يتغير، والفراغات التي تركها المؤلف نفسه في نهاية بعض الأحداث التاريخية، أو بين السطور في معظم المجلدات، لأنه لو كان منسوخًا بيد إنسان آخر لأكمل هذا النقص وملأ الفراغات أثناء النسخ، وإجماع المؤرخين الذين نقلوا عنه أخبارًا كثيرة عن الحروب الصليبية، أو أشاروا إليه في كتبهم وبحوثهم، ومنهج التناول وعرض الموضوع وتبويبه، فلا تخلو نصوصه من الكلمات والعبارات العامية التي كانت شائعة في ذلك العصر، بسرده الحادثة التاريخية نقلاً عن سابقيه الذين ذكر أسماءهم حينًا وأغفلها حينًا آخر، وذكره الكثير من وفيات الأعيان، والوثائق التاريخية لعصره.