الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب الخلاف في وجود لهجة خاصة ممتازة ومتميزة لقريش، وأسباب وجوب الاهتمام باللهجات الأخرى لا سيما لهجة تميم في الدرس النحوي، والشواهد التي سمعت بلغات أخرى تتناقض مع القواعد النحوية الموضوعة وفاقًا للغة معينة معتمدة ومفضلة هي لغة الحجاز، وتأثر النحو العربي بنحو الأقوام الأخرى، وقضية وضع النحو وظروف نموه وازدهاره، وتأثر النحو بالمنطق، ومواقف قدماء النحاة من ذلك، ومواقف الخاصة والعامة من النحو. وهدف الباحث إلى توضيح تاريخ النحو العربي وتطوره وسير رجاله، وقد رجع إلى مصادر النحو واللغة العربية وطبقات النحاة، واستهل بتوضيح سيطرة لهجة قريش؛ لأن الله ــ تعالى ــ اختار قريشًا من بين العرب، واختار من قريش محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعل قريشًا خدمة بيته الحرام، وكانت وفود العرب والحجيج يفدون إليها، وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لهجتها ورقة لسانها إذا أتتها وفود العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم الأحسن والأصفى، فاجتمع ما تخيّروا مع لهجتهم فصاروا أفصح العرب. وقد ذكر الكاتب ما روي من أن النحو العربي يدور على نظرية العامل التي لا توجد في أي نحو أجنبي، وكانت الحاجة الداعية إلى إيجاد علم النحو نتيجة لفساد الألسنة باختلاط العرب بالعجم، وتأثر العرب بمنطق اليونان وفلسفتهم في تنظيم النحو وتهذيبه وتقسيمه، وفي بعض مصطلحاته وأساليبه وطرق المناقشة فيه وليس في أصوله. والحقيقة أن فكرة النحو العربي قديمة ترجع إلى منتصف القرن الأول للهجرة، وأخذت قواعده تتطور إلى أن نضجت واكتملت في أواخر النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، ونشأ النحو وازدهر في البصرة والكوفة، ومرّ النحو بمراحل نمو متعاقبة، ويعد الخليل بن أحمد وسيبويه من أبرز أعلام النحو العربي، وخلص الكاتب إلى أن النحو هو المعيار الذي يوزن به الكلام، وتحفظ به اللغة خصائصها ومقوماتها.
|
|