الاعداد السابقة
|
تتناول المقالة تكوين حضارة سومر التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي خمسة آلاف عام، والثقافات التي تأثرت بها، وبخاصة ثقافة عصر العبيد نسبة إلى الموقع الأثري الذي اكتشفت فيه آثاره غرب الناصرية في العراق. ويهدف الباحث إلى استكشاف أثر حضارة شرق الجزيرة العربية في تكوين ثقافة العُبيد، وفي نشأة حضارة سومر وازدهارها. ومن الأسباب التي يذكرها الكاتب للقيام بحثه الاكتشافات الأثرية للعلماء الدانماركيين وبخاصة ما اتصل منها بعاصمة البحرين القديمة (ديلمون) التي ورد ذكرها في النصوص السومرية، وكذلك القطع الفخارية التي عُثر عليها في واحتي الأحساء والقطيف، وتبين أنها نموذج أصيل للفخار المعروف بفخار العُبيد الذي يُرجَّح ظهوره قبل سبعة آلاف سنة. وهذا التقرير حصيلة بحث ميداني شمل مسح جميع أرجاء المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وتمخّض عن اكتشاف أربعين موقعًا برزت فيها آثار تعود إلى سبعة آلاف سنة سابقة، وتتخللها نماذج عديدة من ثقافة العُبيد، وتنتشر تلك المواقع ما بين واحة يبرين في أقصى جنوب المنطقة الشرقية، إلى أقصى الشمال على ساحل الخليج العربي. وقد عرض الكاتب نتائج الاكتشاف الأثري الذي حققه في فقرات ثلاث تناولت الآثار التي عثر عليها في المنطقة المحيطة بواحة يبرين، وفي واحات الأحساء بالقرب من قرية المراح شمال الهفوف التي وجدت فيها آثار من عصر العُبيد المعروف بالفخار الملون يبلغ عمرها نحو تسعة آلاف عام، يضاف إليها آثار موقعين تعود لعصر العُبيد يقع أحدهما جنوب مدينة الجبيل، والآخر يقع على بعد ستين كيلاً إلى الشمال منه على الساحل، وتعود هذه الآثار إلى العصر الثاني والثالث من ثقافة العُبيد، وتشير دراستها إلى توافر امتداد زمني وجغرافي لوجود ثقافة العُبيد في شرق الجزيرة العربية مما يؤكد أن تلك الثقافة قد نشأت هناك، ثم انتشرت إلى بلاد ما بين النهرين ويستنتج الباحث أن لشرق الجزيرة العربية إسهامات مهمة في تكوين ثقافة العُبيد، ونشأة حضارة سومر وازدهارها
|
|