الاعداد السابقة
|
دراسة أثرية لنقشين عثر عليهما على جُبيْل صغير يسمى القلعة، ويقع إلى الشمال من مدينة سكاكا على بعد خمسة أكيال على الجانب الأيمن للطريق المؤدية إلى عرعر، ولم يُدرسا من قبل على الرغم من أهميتهما في بحث تطور الكتابة العربيــة، وهمــا جزء من مجموعـــة النقــوش النبطيــة التي قـــام بدراســـتها (ميليـــك) و (ستاركي). وقد حلل الباحث نص النقش الأول الذي يتكون من سطرين، يحتوي أولهما على كلمة واحدة تتكون من ثلاثة أحرف، في حين يتكون السطر الثاني من كلمتين عدد أحرفها ستة. ويعد هذا النقش من النقوش المهمة المكتشفة في شمال الجزيرة العربية، ولا ترجع هذه الأهمية إلى الخصائص اللغوية أو التاريخية للنص بقدر ما ترجع إلى دلالاتها التي أشارت إلى تطور أشكال أحرفه؛ إذ يمثل حلقة مهمة لدراسة تطور الكتابة العربية من أصولها النبطية، وقد اتضح من دراسة أشكال أحرف الباء والجيم والواو والميم والراء أنها أكثر تطورًا نحو العربية من نقش النمارة المؤرخ بسنة 328م، مع محافظة حرف الحاء والألف على الشكل القريب من النبطي، ولكنه لم يرق إلى مستوى نقش زبد العائد للقرن السادس، ومن هنا فإن تاريخ النقش يقع في الفترة ما بين نقش النمارة ونقش زبد، أي ما بين القرن الرابع إلى القرن الخامس الميلادي. أما النقش الثاني فهو أكثر أهمية في دراسة تطور الكتابة العربية من أصولها النبطية، وقد ابتعدت أشكال حروفه عن أصولها النبطية عدا حرف الصاد الذي بقي شكله متأثرًا بالشكل النبطي، ويتشابه فيه شكلا حرفي الدال والراء، ويعود هذا النقش إلى الفترة الواقعة بين نقش النمارة ونقوش أم الجمال وزبد، أي إلى القرن الخامس الميلادي. وانتهى الباحث إلى أن هذين النقشين مهمان لتأكيد الآراء بشأن نشأة الكتابة العربية داخل الجزيرة العربية، ودور الحجاز المهم في عملية انتقال الكتابة وتطورها من النبطية
|
|