البحث في المجلة العنوان العلاقات بين عُمان وزنجبار رقم السنة : الخامسة والعشرون
أختر نوع البحث المؤلف عبدالرحمن بن علي السديس التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الثاني
الاعداد السابقة

تناولت الدراسة العلاقة بين عمان وزنجبار خلال الفترة 1277 - 1308هـ، وتمثل سنة 1277هـ تاريخ تقسيم الإمبراطورية العمانية، أما سنة 1308هـ فقد أبرمت فيها معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة بين سلطنة عمان وبريطانيا، وتتصدى الدراسة لرصد مواقف بريطانيا من العلاقة المبحوثة؛ وقد اعتمد الباحث على الوثائق البريطانية وبعض الوثائق العربية من أرشيف زنجبار. تصدرت الدراسة مقدمة أوضحت مجالها وغايتها وتناولها، أعقبها تمهيد حول تاريخ سلطنة عمان منذ تولي السيد سعيد بن سلطان الحكم في عمان سنة 1221هـ/1806م في وقت لم يكن لعمان من النفوذ على ساحل شرق أفريقية إلا على بعض المقاطعات التابعة لجزيرة زنجبار؛ ثم خضعت لنفوذه مناطق ساحل شرق أفريقية من رأس وارشيخ إلى رأس دلجارو، إضافة إلى الجزر المجاورة للساحل؛ واتخذ السيد سعيد قرارًا جريئًا بنقل عاصمته من مسقط إلى زنجبار التي كانت مركزا وسطا للتجارة والنقل البحري، متمتعًا بالاستقرار والأمن؛ وقد بلغت دولة البوسعيد أوج اتساعها في ساحل شرق أفريقية في العقدين الرابع والخامس من القرن التاسع عشر الميلادي. وقد ارتكزت سياسة السيد سعيد الاقتصادية والتجارية على الانفتاح وعدم فرض القيود على التجارة، ودعم التجارة والاستثمارات في زنجبار، وقادته هذه السياسة إلى عقد اتفاقيات ومعاهدات تجارية مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وسمح لبعضها بإقامة قنصليات أو مراكز تجارية لها في زنجبار، وأدى ذلك إلى ضغوط سياسية عليه أفضت في النهاية إلى تقلص نفوذه وتجزئة ممتلكاته، خاصة مع توقيعه سلسلة اتفاقيات مع بريطانيا منذ سنة 1237هـ، وقد أعطت تلك الاتفاقات الهنود بوصفهم رعايا بريطانيين امتيازات شتى، ومثلت تلك الاتفاقيات بداية الخضوع البوسعيدي للسياسة البريطانية الذي بدأ منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي؛ وكانت تجارة الرقيق الوسيلة التي طوقت بها بريطانيا السياسة الخارجية للسيد سعيد. ثم تناول الباحث فصل زنجبار عن عمان، الذي حدث بعد وفاة السيد سعيد. تمت مبايعة ماجد بن سعيد حاكمًا على زنجبار خلفًا لوالده، وشب الخلاف بينه وبين أخيه الأكبر ثويني الذي سير حملة عسكرية إلى زنجبار سنة 1275هـ، فأوقفتها بريطانيا، وفي سنة 1277هـ عملت بريطانيا على فصل زنجبار عن مسقط، فشطر دولة البوسعيد شطرين ضعيفين. وتناول الباحث العلاقة بين الشطرين بعد التقسيم، خاصة من الناحية المالية؛ وفي عهد سالم بن ثويني لم تدفع المعونة المالية من زنجبار إلى مسقط إلا في سنة واحدة. وفي عهد سلطان عمان تركي بن سعيد، وسلطان زنجبار برغش بن سعيد عرقلت بريطانيا نمو التجارة بين السلطتين ورسخت الانفصال فيهما وحالت دون توحيدها، ومضت في هذه السياسة حتى أعلنت حمايتها على زنجبار سنة 1307هـ، ووقعت معاهدة الصداقة والتجارة والملاحة مع سلطان عمان سنة 1308هـ.