الاعداد السابقة
|
تتناول هذه الدراسة شخصية دارت حولها شكوك كثيرة وكثرت فيها الأقاويل
في عصر الدولة العباسية، وهي شخصية حيدر بن كاوس الأشروسني الملقب
بالأفشين، الذي كان فارسًا مقدامًا، ظهر على ساحة الأحداث في مطلع سنة
220 ه فحظي بمكانة كبيرة لدى المعتصم بالله العباسي الذي قرّبه وعيّنه قائدًا
عامًّا للجيوش واعتمد عليه في كثير من الشؤون العسكرية، فنجح في إخماد بعض
الثورات التي شغلت العباسيين حينًا من الدهر، وفي غيرها من المهمات التي كُلف
بها، ولكن نهايته كانت مأساوية برغم ما قدّمه من خدمات جليلة للدولة العباسية،
إذ تعرّض بسبب تلك المكانة التي بلغها للدسائس والمكايد والمكر من خصومه
وحُسَّاده، ووُجِّهت إليه تهمة الخيانة العظمى والزندقة والكُفر، فشُكّلت محكمة
لمحاكمته ومناظرته، وصدر حُكمها بقَتْله وصَلْبه، ثم أُحرقت جُثته سنة 226 هـ.
|
|