الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة استخدام اللغة العربية في أقطار أفريقيا وأثرها في اللغات العديدة المستخدمة هناك، واستهدفت توضيح موقع اللغة العربية على خريطة الاتصال اللغوي في القارة الأفريقية، وخصائصها، والبصمات التي خلفتها على اللغات الأفريقية جنوب الصحراء، وقد رجع الكاتب إلى المصادر التاريخية، والسياسية، واللغوية المتصلة بمنطقة الدراسة، ومهّد للدراسة بتناوله للغة بوصفها أداة للاتصال والتعبير لشعب ما، وأنّ وحدتها عنصر مهمّ من عناصر الوحدة الوطنية، وتمييز هويتها، ومن هنا وُجِّهت إليها جهود المستعمرين للقضاء عليها وإحلال لغة المستعمِر محلها، وتناول تعدد اللغات الأفريقية مقدِّمًا مثالاً من أوغندا، حيث كانت تنطلق إذاعتها عشية استقلالها بست لغات الإنجليزية واحدة منها، وفي سنة 1969م أصبحت اللغات المذاعة ثماني عشرة لغة مراعاة لفئات الشعب التي تتكلم بها، ويقرّ الأوروبيون الذين كتبوا عن أفريقيا أنها من الناحية اللغوية من أكثر المناطق تعقيدًا في العالم، حيث يقدر عددها بثمان مئة لغة، وتناول أفريقيا الجنوبية حيث تنشر نحو ثلاث مئة وخمسون لغة تنضوي تحت عائلة لغات "البانتو"، وتلك اللغات تتشابه في مفرداتها وقواعدها ومنها مثلاً "اللينجالا" اللغة الرئيسة في زائير، و"اليوروبا" لغة سكان جنوب غرب نيجيريا، و"الإيبو" لغة جنوب شرق نيجيريا، و"الماندي" في غينيا وما جاورها، ولعل أكثر اللغات انتشارًا في غرب أفريقيا "لغة الهوسا"، واللغات المكتوبة قليلة، وتناول الكاتب لغات التفاهم المشترك في أفريقيا وبدأ باللغة السواحلية التي استعارت كثيرًا من الألفاظ من اللغة العربية، وهم أهم لغات شرق أفريقيا، وقد استخدمت الحروف العربية في كتابتها في أول الأمر، ثم تحولت لاستخدام الحروف اللاتينية؛ وتناول لغة الهوسا المنتشرة في غرب أفريقيا، وبدأت الهوسا المكتوبة بالحروف العربية قبل نحو قرنين، واستخدم الكتاب المعاصرين الهوسا بالحروف اللاتينية، وأثر العربية والإسلام في الهوسا كبير وظاهر في مفرداتها، وتناول شمال أفريقيا وانتشار اللغة العربية في أقطارها، وناقش قضية التشرذم اللغوي في أفريقيا واقترح اعتماد العربية والهوسا والسواحلية البانتو، ودعا الأمة العربية والإسلامية لدعم انتشار العربية، لغة القرآن الكريم.
|
|