الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة التراث العلمي والمنهجية العلمية في المغرب العربي الإسلامي، لإيضاح إسهامات العرب والتعريف بمؤلفاتهم وبحوثهم فيها. وقد استند كاتبها إلى عدد من المراجع عن العلوم عند العرب المسلمين وحضارتهم. واستهل بتوضيح مجالات البحث العلمي؛ ثم تطرق إلى بيان أهمية التجربة في البحث العلمي، وأنها كانت أساس الابتكار والإبداع عند العرب، فتفوقوا في العلوم التجريبية على الغرب وبخاصة الطب والصيدلة والبصريات، بالإضافة إلى الحساب والجغرافيا والعلوم الطبيعية والكيمياء والفيزياء. كما وضح أن العرب قد بنوا تجاربهم على أجهزة مخبرية وأوانٍ زجاجية خاصة. ثم تناول أعمال بعض العلماء ومنهم ابن جلجل الأندلسي أعظم طبيب في عصره الذي قام بتعريب مفردات الكتاب الذي ألفه (ديسقوريدس)، وزاد عليها الأدوية المعروفة عند العرب فأكمل ذلك الكتاب وأضاف إليه الأعشاب الطبية المتوافرة في الوطن العربي وبخاصة في المغرب والأندلس، أما الرازي فله ما يناهز مئتي كتاب منها "تجارب المارستان" الذي وصف فيه نتائج تحليلات معملية متصلة بالجدري والحصبة، واستخدم الفتائل في العمليات الجراحية، وأنابيب مرور الصديد والإفرازات السامة. وقد عمل أبو مروان عبدالملك بن زهر على تلخيص التجارب الطبية في كتابه "الاقتصاد"؛ ثم وضح الكاتب اهتمام الأطباء المغاربة بالتشخيص لتحديد الحالة المرضية، ووصف الدواء الملائم لمعالجتها كما كان يفعل ابن زهر، وكانت أمه وخالته عالمتين في طب النساء. وبينما اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى، اكتشف ابن رشد الدورة الدموية الكبرى وحللها في كتابه (الكليات)، وألّف محمد بن أحمد بن خليل السكوني في البيطرة، والأغذية. ثم تطرق الكاتب إلى تشجيع الموحدين على إقامة المعامل العلمية والمستشفيات. وكان علماء فاس يجمعون ما بين المعرفة الدينية والعقلية والطبية، كما تطرق لاهتمام علماء المغرب بالطب النبوي، وعلم النبات؛ ثم تناول مؤلفاتهم وإبداعهم في الهندسة، والرياضيات، والميكانيكا (علم الحيل)، والمساحة، والزراعة (الفلاحة).
|
|