الاعداد السابقة
|
تناول الحوار سيرة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، بشخصيته وشمائله، وفكره ومثله، وقيادته لوطنه وأمته التي عمل على لمّ شملها بعد تبعثر وتعثر وتفرق. وقد أوضح المحاور أنه كان تقيًا يهيمن عليه الخشوع، وأن تعامله كان تعاملاً خلقيًا ساميًا مع دول العالم، وكان يعمل ويبني صامتًا في الداخل، ويرفض منطق الصراع في العلاقات الاجتماعية، وفي العلاقات الإنسانية - الدولية كذلك، لأن هذا المنطق هو منطق الاستعمار القائم على أن القوة أداة للظلم لا للإنصاف والحق. وكان يرى أن الإنسانية قد خسرت الكثير بتجريد أساليب العمل والتعامل بين الأفراد والشعوب والدول من الأخلاق الدينية والقيم الإنسانية. وكان يؤمن بالمنطق المستمد من العقيدة الإسلامية نظرًا لكمالها وشموليتها اللذين يمثلان أساس تضامن المسلمين القائم على المودة والرحمة والأخوة والمساواة. كما كان يعتقد أن الإسلام يساوي بين المقل والمكثر، ويفرض الحق المعلوم للسائل والمحروم، ويحث على التطوع والتبرع لأفعال الخير العامة والخاصة من المستطيع لغير المستطيع، لتعزيز دعائم المودة والرحمة عمليًا، وتوكيد المسؤولية الجماعية من الفرد تجاه المجتمع والعكس صحيح، أي وجوب إسهام الفرد في حماية غيره من المسلمين، ووجوب إسهام الدولة المسلمة القادرة في تحسين فرص الحياة والعمل على أكمل وجه لرعاياها، فضلاً عن اضطلاعها بالقضاء بينهم بالحق وإلزامهم بالطاعة لها في الحق كذلك. وكان يحترم العهود والمواثيق مع غير المسلمين سواء أكانوا جماعة أم أفرادًا، ويرفض العدوان، وينادي بوجوب الدفاع عن كيان الأمة المسلمة على الفرد المسلم بصرف النظر عن حجم الفارق في موازين القوى بين المعتدي، والمعتدى عليه ذلك أن الله ــ تعالى ــ ينصر المحق ولو كان ضعيفًا بإمكاناته المادية إذا وفّقه الله، ثم إرادة النصر، وكان معدن الشهامة الأصيلة، وفارسًا نبيلاً في شمائله، يزينه الإيمان العميق بالله، ثم ثقة بالنفس، وتواضع جمّ وكان سياسيًا وقائدًا مقتدرًا، ورائدًا لحركة التضامن الإسلامي، ومساندًا قويًا لقضايا العرب والمسلمين .
|
|