الاعداد السابقة
|
دراسة للفن الأندلسي، هدف كاتبها إلى توصيف معالم هذا الفن ومظاهره ووسائله وأساليبه، وقد رجع إلى مصادر التاريخ والآثار والفن والعمارة في الأندلس. ومهّد بتوطئة بشأن الفن الأندلسي المغربي، ثم تناول بناء جامع قرطبة الشهير بمعماره وتنميقاته، وقنطرة قرطبة المبنية في زمن عمر بن عبدالعزيز، ثم تحدث عن توسعات جامع قرطبة زمن حكم المستنصر، ونجله هشام، وأورد ما كان للحاكم الثاني من اهتمام خاص بالجامع؛ فقد أشرف بنفسه على رسم تصميمه بحضور فقهاء ومهندسين، وبنائه لبلاطات ومحراب جديد وقباب قبالة المحراب مع تطريزها بالمرمر المنحوت والفسيفساء، وفي عام 356هـ أجرى إلى سقايات الجامع ماء عذبًا من عين بجبل قرطبة. وعلى الرغم من هدم منبر الجامع عام 1572م إلا أن الجامع بقي محتفظًا منذ تسعة قرون بروائه وجماله ومناعة بنائه، وتحدث الكاتب عن ملحقات الجامع وسقائفه وصحنه وبواباته وطاقاته التي كانت على عدد أيام السنة، فكانت تدخل الشمس كل يوم من طاقة إلى أن يتم الدور ثم تعود، كما تحدث عن دعائم السقف الخشبية وألوانها، وأعمدة المسجد، والكتابات الكثيرة فيه، وثرياته. ثم تناول مدينة الزهراء وهي إحدى ضواحي قرطبة الخمس، ووصف مظاهر العمران والفن فيها، وأورد أنه في عام 368هـ أمر المنصور ببناء الزاهرة بطرف البلد على نهر قرطبة، واتّخذ فيها الدواوين، وأقام فيها المنازل والقصور والأسواق. وقد رأى الكاتب تقارب الأساليب المغربية الأندلسية مع المناهج الفنية الفاطمية في المظاهر الهندسية والنقوش، ورأى أن الفن الأندلسي في عهد الموحدين استطاع أن يأخذ من مصر. وبعد سقوط طليطلة وقرطبة وبلنسية وأشبيلية أصبحت غرناطة حاضرة لمملكة بني الأحمر، ولا يوجد فيها الآن من الآثار الإسلامية أقدم من قصر الحمراء.
|
|