الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب بعض آراء عبدالقاهر الجرجاني النحوية واللغوية لتوضيح منهجه النحوي واهتمامه بنقد أساليب التعبير اللغوي وتراكيبه، وقد رجع إلى القرآن الكريم، وإلى الدراسات عن فكر عبدالقاهر الجرجاني ومؤلفاته في النحو والبلاغة؛ وقد استهل بالتعريف بعبدالقاهر ومصنفاته؛ ثم تناول آراءه في النحو، فتطرق إلى نظرته إلى واو الحال وجملة الحال، فقد رأى أن هذه الواو وظيفتها الأساسية تركيبية في ضم جملة إلى جملة، وإضافة تركيب إلى تركيب، وله كلام مفيد ممتع في الجملة الحالية المسبوقة بواو الحال أو غير المسبوقة بها مع التوضيح لذلك بآي من الذكر الحكيم، أو من الشعر؛ ثم تطرق الكاتب إلى رأيه في الفاء الواقعة في جواب الشرط، فهي عنده بمنزلة العاطفة في أداء وظيفتها التركيبية الماثلة في ربط أجزاء الكلام بعضها ببعض؛ ثم استلطف عبدالقاهر بحسه البياني المرهف مجيء الحال الجملة بعد الحال المفردة؛ ورأى أن "إنّ المشدّدة" تنصب المبتدأ وترفع الخبر وتفيد معنى التوكيد، فراح بوعيه التركيبي اليقظ يبين أهميتها في ربط ما بعدها بما قبلها، وربط السبب بالمسبب، والعلة بالمعلول، وذكر أن لها أهميتها في تحسين موقع ضمير الشأن في الجملة المكونة من الشرط والجزاء، كما في قوله تعالى: ( فإنها لا تعمى الأبصار) ؛ [سورة الحج] ورأى عبدالقاهر أن الجمل كلها نكرات، بدليل أنها تستفاد، وإنما يستفاد المجهول دون المعلوم، ومن هنا كانت موافقة للنكرة، فجاز وصفها بها؛ ورأى أيضًا أن الجملة التي بها كلمة "الذي" أو كلمة "ذو" ينبغي أن تكون جملة قد سبق علم السامع بها، وأن كلمتي "مثل" و"غير" لها مكان الصدارة الدال في الأسلوب الذي يجيئان فيه؛ ثم تناول الكاتب "نظرية العامل" في كتابيه العوامل المئة في النحو و الجمل في النحو؛ فقد كان عبدالقاهر يرى أن حركة المعرب وسكونه لا مصدر لهما إلا العامل اللفظي أو المعنوي، وأن حركة المبني أو سكونه يكونان بغير عامل، ثم بيّن وجهات نظره التي عكستها كتبه، والتي نجد صدى لها في كتابات اللغويين المحدثين.
|
|