الاعداد السابقة
|
تناولت الكاتبة سيرة أتابك الموصل "مودود التونتكين" الذي كان له دور قيادي مهم في حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين بين سنتي 500 و507هـ/ 1106-1113م، مستهدفة بيان أعماله ونتائجها، وقد رجعت للمصادر التاريخية عن الحروب الصليبية، وأحوال البلاد العربية في فترة الدراسة، وقد استهلت بعرض الوضع في الموصل قبيل ظهور مودود، وتقع الموصل في شمال العراق وموقعها مفتاح إلى إمارة الرها الصليبية، وكانت أتابكية الموصل في بداية الربع الأول من القرن الثاني عشر الميلادي مستقلة يعين السلطان السلجوقي حاكمها، وكانت تتحمل مسؤولية كبيرة في مواجهة الصليبيين، وكان وصول مودود للموصل بداية خير لتبلور حركة الجهاد الإسلامي التي وضع لبناتها الأولى، ثم أكملها من بعده عماد الدين زنكي وابنه نور الدين محمود حتى وصلت غايتها في عهد صلاح الدين الأيوبي، واستعرض تاريخ جهاد مودود ضد الصليبيين في إمارة الرها التي تأسست سنة 492هـ/ 1098م على يد (بلدوين) البولوني. لقد أمر السلطان السلجوقي مودودًا بإعداد العدة ومواجهة القوى الصليبية بإمارة الرها، فجهز جيشًا عظيمًا بمشاركة أمراء آخرين وخلق كثير من المتطوعين، فحاصروا الرها، ولما اشتدت اعتداءات الصليبيين على أهل الشام هبّ لنجدتهم، وأشير إلى اتصالاته مع (طغتكين) والي دمشق وما أسفرت عنه من اتحاد قوتي الموصل ودمشق في مواجهة الصليبيين وهزيمتهم في موقع تل ابن معشر، وأبرزت أهمية مواجهة قوات مودود وإخوانه للصليبيين في موقعة الصنبرة وتغلبهم عليهم وهلاك الكثيرين من جنود (بلدوين)، وأوضح دور الوحدة الإسلامية تحت راية الجهاد في تلك المواجهة، وتعرض مودود فيما بعد لطعنات أحد رجال الشيعة الباطنية بعد أدائه للصلاة في دمشق، ويتهم المؤرخون (طغتكين) بتدبير قتله لخشيته منه، ثم قدمت الكاتبة تقويمًا لجهود مودود، ودوره الإيجابي في قيادة حركة الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين، ونوّهت بدوره في توحيد الجبهة الإسلامية في مواجهتهم في بلاد الشام، وإعادة ثقة المسلمين بأنفسهم حين انقلبوا من الدفاع إلى مهاجمة الصليبيين.
|
|