الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب إدارة الرسول صلى الله عليه وسلم للصراع ضد أعداء الإسلام وتدعيمه لقوة المسلمين، وقد رجع الكاتب إلى مصادر السيرة النبوية، والتاريخ العسكري، والنتائج الإستراتيجية التي حققها والدروس والعبر المستخلصة منها. وتشمل عناصر المنهج الذي اتبعه الرسول # في إدارته للصراع مع أعدائه دراسة أحوال العدو، وإقامة جبهة داخلية صلبة، وتطبيق إستراتيجية الردع، ومن صور الردع الإسلامي الأربع الردع بإظهار القوة، والردع بإجهاض تدابير العدوان، والردع بالقتال، وردع الأعداء الأخفياء من المنافقين، ومن عناصر الصراع أيضًا انتزاع المبادأة من أيدي الأعداء، والضغط الاقتصادي على العدو، وتجريده من الحلفاء، واستغلال فترات الهدنة والسلم، وأخيرًا تطوير القوة الإسلامية وتدعيمها حيث إنه في فترة وجيزة لا تتجاوز سبع سنوات تطور جيش المسلمين بقيادة الرسولصلى الله عليه وسلم حتى لحق بمقتضيات عصره، ومن مظاهر قوته بناء قوة ضاربة من الفرسان تعادل ثلث قوة الجيش، ثم ارتفاع مستوى الكفاءة القتالية في الرمي بعد التدريب المتواصل عليه، وتسليح الجيش بأسلحة جديدة كأسلحة الحصار ودكّ الحصون والأسوار وهي المجانيق والدبابات، وقد اعترف الإمبراطور البيزنطي (ليو) للمسلمين بارتفاع مستوى السلاح والإمداد الحربي لديهم، ثم عرض الكاتب النتائج الإستراتيجية لإدارة الصراع وتشمل تأمين الدعوة وقيام الدولة الإسلامية، وتحويل اتجاهات الأعداء نحو الإسلام، واستعداد المسلمين لمواجهة الفرس والروم، فالرسول صلى الله عليه وسلم لقي ربه وجيش الإسلام معدّ لمواجهة القوتين العظيمتين في عصره وهما الفرس والروم، وقد وقعت هذه المواجهة منذ عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وخلص الباحث إلى أن الإسلام دين قوة وسلام، وقد ورد ذكر الجنوح للسلم بعد الأمر بإعداد القوة والمرابطة في سورة الأنفال، فالسلام الذي يدعو إليه الإسلام سلام تحميه القوة والاستعداد.
|
|