الاعداد السابقة
|
خصّ أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين الطاهر المعروف بالشريف الرضي المرأة بنصيب من ديوانه، وتدرس الكاتبة تناوله للمرأة لبيان أبعاده، وقد رجعت لأشعاره وسيرته والدراسات النقدية والتراجم التي تطرق لموضوع المقالة، وقد ناقشت علاقة الشريف الرضي بالمرأة مستهلة بتناول قصيدته في رثاء أمه فاطمة بنت الناصر المتوفاة عام 385هـ، وقد أسبغ فيها على أمه كل الصفات المثالية كالورع والعفة والرعاية، وهو يعبر في القصيدة عن عمق الرابطة والمحبة التي جمعت بينه وبين أمه، وقد مثّل الشريف الرضي في هذه القصيدة الضعف الإنساني أمام الحدث المحزن الجسيم، ثم انتقلت إلى تحليل صورة المرأة أختًا في شعر الشريف الرضي، وتطالعنا في مرثيته لأخته وكانت تربطه بها صلة حميمة. والشاعر من هؤلاء الذين يبتهجون بمولد الفتاة ويحزنون لفقدها، وقد تناولت واحدة من أوائل قصائده التي قالها يهنئ بها أخاه بمولودته، وقصيدة أخرى يعزي فيها صديقه بموت ابنته، ومما سبق نجد أن الشاعر قد وهب جانبًا من شعره للأم والأخت والابنة، ثم تناولت صورة المرأة الحبيبة الملهمة المعشوقة، والعاشقة في شعر الشريف الرضي، وتغزله بها غزلاً غير سافر بالشكل الذي يظهر في غزل غيره من الشعراء، لأن غزله صادر عن رجل دين وتقى، وتناولت وقوف الشريف الرضي على جمال المرأة في شعره ومواطنه في عينيها، ولماها، وثغرها، وحسنها الطبيعي، لكن الشريف كان عفيفًا في حبه وعفافه رقيب عليه، ودرست حجازيات الشريف المكونة من أربعين قصيدة تتحدث عن حبيبات من الحجاز، لكنها لا تمثل حياة وجدانية حقيقية عاشها الشاعر، والمرأة في حجازياته رمز للمطامح الكبيرة والآمال السامية التي كان الشاعر يسعى إليها، وانتهت الكاتبة إلى أن غزله كان يتسم جمالاً بالعفة الرقة والعذوبة
|
|