الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب نظرية العناصر الأربعة في بناء الكائنات وهي: الماء، والتراب، أو الأرض، والنار، والهواء، مستهدفًا توضيح تاريخها وانتشارها وتعميدها لمدة طويلة في الحضارات القديمة، وقد رجع لكتب تاريخ الكيمياء، واستهل تناوله ببيان جذور هذه النظرية في حضارات الصين، والهند، والإغريق، ثم وصولها إلى الحضارة الإسلامية. وعرض ما ذهب إليه حكماء الشرق الأدنى في تفسيرهم لأصل الكائنات الذي يرجع إلى الأرض، أو الماء، أو الهواء، أو النار، أو إلى عدد منها، وذكر أبو الريحان البيروني أن الموجودات الكلية في العالم في نظر حكماء الهند هي العناصر الخمسة: السماء، والريح، والنار، والماء، والأرض. وقد اشتغل الإغريق بالنظر في كنه الكائنات، ومكوناتها فذهب طاليس الحكيم إلى أن الماء هو السبب الأول للكون، وأن الأرض محمولة كلها على الماء الذي يحوي قوة الطبيعة وروحًا حية، وأن الآلهة تكمن في كل الكائنات. ويعدّ (أنبادفليس) مؤسس مدرسة العناصر الأربعة التي هي أصول الأجسام جميعًا، وهي تجتمع وتتمازج في أشكال متباينة. وناقش الكاتب نظرية العناصر الأربعة في الحضارة الإسلامية التي انتقلت إلى فكر المسلمين عبر ترجمة الكتب اليونانية وغيرها، وقد تحدث ابن سينا عن? ?العناصر? ?الأربعة? ?في? ?أرجوزته? ?الألفية? ?في? ?الطب? ?بقوله? : ?
تقوم? ?من? ?مزاجها? ?الأبدان? ?أما? ?الطبيعيات? ?فالأركان
مــاء? ?ونـار? ?وثـــرى? ?وريــح? ?وقول? ?بقراط? ?بها? ?صحيح
وتطرق الكاتب لنهاية نظرية العناصر الأربعة عندما دحضها العالم (روبرت بويل) في منتصف القرن السابع عشر للميلاد، وأثبت أن المكونات الأربعة الأرض والماء والهواء والنار ليست عناصر لا تنقسم وإنما هي مركبات فوضع حدًا فاصلاً بين صنعة الكيمياء، وعلم الكيمياء الذي يعتمد التجربة والتحليل.
|
|