الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب سياسات الخلفاء العباسيين تجاه أهل الحجاز، بهدف توضيحها وبيان أبعادها وآثارها في الحجاز، وقد رجع إلى المصادر التاريخية التي تناولت فترة الدراسة، في عهد المهدي بن المنصور خاصة، الذي لم يقابل في عهده المشكلات والثورات التي قامت في عهد والده، فكان عليه أن يقدم بعض الإسهامات الحضارية التي يصون بها أوضاع دولته، فنظر إلى أهل الحجاز أرضًا وسكانًا وتقرّب منهم بغرض العطاء لهم بعد أن قطعه والده عنهم، وأقام المشاريع العمرانية، والإصلاحات الاجتماعية، التي ركز على تناولها، وبيّن أن أعمال المهدي قد تجاوزت الأعطيات إلى منح أهل الحجاز الإقطاعات الزراعية من العيون والأراضي الزراعية، وكان يكرم من يأتي العراق من أهل الحجاز ويهبهم المال الكثير كالحسن بن إبراهيم، والحسن بن علي، ولما قدم لأداء فريضة الحج سنة 160هـ/ 776م قام بتوزيع مبالغ كثيرة وثياب على أهل الحجاز، وأمر بإزالة كسوة الكعبة - التي كانت - لقدمها، ثم طلى جدرانها بالمسك والعنبر، وكساها كسوة جديدة من القباطي والخز والديباج، وأمر ببناء بيوت للعجزة والمرضى في مكة والمدينة، وإعطاء العطايا والهبات إلى كل المرضى والمجذومين، وأمر بتصدير الحبوب وخاصة القمح من مصر إلى بلاد الحجاز، وأمر بهبته من الحبوب لترسل من العراق إلى أهل الحجاز لمدة خمسين سنة، وزار المهدي الحجاز سنة 164هـ/ 780م وأنفق مبالغ كثيرة على أهل المدينة، وكان الخليفة قد وزّع الأعطيات على حسب القرابة من أهل البيت فكان النصيب الأكبر لأفراد بني هاشم فالقرشيين، وفي سنة 160هـ أمر قاضيه في مكة بأن يشرف على توسعة المسجد، وأمر بتوسعة ثانية له بدأت عام 167هـ وانتهت في عهد الخليفة الهادي عام 170هـ وكما عمل المهدي أيضًا على توسعة المسجد النبوي، ومن أعماله العمرانية قيامه بإنشاء بعض الحمامات والبرك العامة في مكة والمدينة، وصيانة الطرق التجارية من العراق إلى الحجاز، وإنشاء محطات استراحة مزودة بالمياه والمساكن والحمامات، وإيجاد بريد منظم ما بين مدن العراق والحجاز واليمن.
|
|