الاعداد السابقة
|
تناولت الباحثة ظاهرة الهمز، وقد استخدمت المنهج الوصفي التحليلي في تناولها للظاهرة المدروسة متطرقة إلى بيان مخرج الهمز وصفته، وما صحب ذلك من خلاف بين القدماء والمحدثين من جانب، والمحدثين فيما بينهم من جانب آخر، وما كان من أمر صعوبة نطق هذا الصوت، مما جعل القبائل العربية تختلف في نطقها له تحقيقًا وإبدالاً وإسقاطًا وحذفًا وتسهيلاً، وكان هذا الاختلاف سببًا في أن جعل علماءُ اللغة النبر خاصية بدوية اشتهرت بها قبائل وسط الجزيرة وشرقيها، وأما القراء فقد اختلفوا في الهمز. أما عدم الهمز فخاصية حضرية امتازت بها لهجات القبائل في شمال الجزيرة وغربها، ومن ثم كان التسهيل والتخفيف والإبدال والحذف والإسقاط مما استعان به أهـل الحضر في أمر إهمال الهمز. وقد عُرِّف الهمز عند القدماء بالألف والنبر، لقول ابن جنِّي: إن الألف التي في أول حروف المعجم هي صورة الهمزة، والنَّبر هَمْز الحروف، ولم تكن قريش تهمز في كلامها إلا اضطرارًا. ومخرجها عند الخليل الحلق، أما عند المحدثين فمخرجها فتحة المزمار بالحنجرة، واختلف القدماء والمحدثون في صفة الهمزة، فهي عند بعضهم صوت لا هو بالمجهور ولا بالمهموس، وهي صوت مجهور عند بعضهم الآخر. والهمزة يكون فيها التحقيق والتخفيف والبدل، فالتحقيق كما في رأس، ولؤم، وبئس، وسأل، والتحقيق لغة تميم، أما في التخفيف فتصير الهمزة بين بين وتبدل وتحذف، أي أن التخفيف أنْ تجعل الهمزة تقرب من الحرف الذي حركتها منه بين بين فلا تجعل ألفًا ولا واوًا ولا ياء، وتخفف الهمزة إذا كانت مفتوحة وما قبلها مفتوح، أما إذا كانت مكسورة وقبلها فتحة فتصير بين الهمزة والياء، كما تصير بين الهمزة والواو إذا كانت مضمومه وسبقها فتح، وتجعل بين بين إذا سبقها كسر أو ضم، أما التسهيل فلغة أهل الحجاز كقولهم: سال، وأرادوا سأل. والهمزة إنما تخفف بالحذف إذا جاءت الأولى متحركة وقبلها ساكن بإلقاء حركتها عليه، وتحذف الهمزة تخفيفًا إذا سبقها ساكن.
|
|