الاعداد السابقة
|
درس هذا البحث الطرائف العربية ، واستهدف رصد عوامل الطرافة اللغوية. وقد رجع إلى كتب الأخبار والتراجم والتصحيفات. لقد عني المؤلفون المسلمون بجمع الطرائف اللغوية التي كانت مجالاً للتفكه والمتعة، وأبطال هذه الطرائف من فئات شتى شملت العامة من الذكور والإناث، والعلماء، والمتعالمين، والطفيليين، وكثيرًا ما ألبس المؤلفون الطرفة شخصية حقيقية أو خيالية اشتهرت عند الناس بالنكتة من أمثال جحا وأشعب وأبي علقمة النحوي وأبي دلامة، وركزت هذه الدراسة على عناصر الطرافة اللغوية نحوية أو صرفية أو نمطية ... ، وعنيت ببيان أسباب الإعجاب والإضحاك من وجهة لغوية. وبيَّن من مظاهر الطرافة المفارقة اللغوية المثيرة للعجب سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة، وكذلك وضع اللفظ في غير موضعه أو في غير سياقه، والخطأ اللغوي النحوي أو الصرفي، وقد كان للخطأ النحوي النصيب الأكبر من الطرائف ، وقد يكون مجال الطرفة في تعريف الكلمة أو تنكيرها أو في رسمها، كما كانت العجمة اللغوية مجلبة للطرافة. ومن عناصر الطرافة اقتباس الشعر في مقام لا يناسبه، والخلط في الأسماء والأنساب والحوادث والتواريخ، واستخدام الألفاظ الصعبة ، وكذلك التصحيف الذي يلحق ببعض المفردات ، وقد اشتهرت هذه الطرائف وصارت مجالاً للتندر والطعن، خاصة إذا صرف اللفظ عن مدلوله الظاهر إما غفلةً أو تخلصًا أو تبرمًا أو تعبيرًا ، وسوء الفهم من جانب المتلقى لغباء أو لعجمة. وانتهى الباحث إلى أن الأدب العربي يزخر بطرائف كثيرة تصدى لجمعها المؤلفون ، وإن بحثها مثر للدراسات اللغوية .
|
|