الاعداد السابقة
|
دراسة لغوية للهجات جنوب الجزيرة العربية وشمالها، وهدف كاتبها للكشف عن خصائصها اللغوية والصوتية، وقد رجع إلى كتب النحو واللغة والأدب، واستهل بالتطرّق إلى البحوث العديدة في أصوات اللهجات في الأقطار العربية، التي كشفت مدى تفرق العرب في ألسنتهم وابتعادهم عن لغتهم الأم، وأعد الكثير من هذه البحوث مستشرقون مثل بروكلمان، وبرافمان، وتقلّ الدراسات للهجات الجزيرة العربية، وذكر الكاتب دراسة "روسي" الإيطالي الذي درس اللهجة الصنعانية، ودراسة "م. جنستون" للهجات الساحل الشرقي للجزيرة العربية، ولم يصل كتابه عن اللهجة العربية، وقد تناول ما قرّره النحاة والدارسون العرب من قواعد في علم الأصوات متصلة بالوظائف والصفات، ووصف مخارج الحروف، وقسم الحروف وفق النظام الصوتي، وتناول الأصوات والحروف حسب درجات انفتاحها، ثم تطرّق إلى الأصوات والقواعد النحوية في اللهجات الحديثة، وما تتميز به لهجات الجزيرة العربية عن غيرها من اللهجات العربية باحتفاظها ببعض الصفات الصوتية، كالإمالة والإطباق والشدة والرخاوة والجهر والهمس، وتعود هذه الخصيصة إلى مؤثرات العزلة الطويلة التي صانتها من التأثر ببعض العادات الأجنبية، وكان لعوامل الهجرة والتنقل وتتبع الماء وانتجاع الكلأ والغزو والتجارة أثرها الكبير في توزع بعض اللهجات ووجودها، ونشأ خليط من اللهجات لا يقدر على تمييزها إلا من جال في ربوع الجزيرة وتقصّى لهجاتها، ثم حصر الباحث الأصوات اللغوية التي ينوب بعضها عن بعض، وتتباين في طرائق نطقها وأدائها، كالهمزة إذا كانت ساكنة فيحذفها كثير من أهل الجزيرة كما في الكلمات ياكل (يأكل)، فاس (فأس)، وتقلب واوًا إذا ورد في أول الفعل أو الاسم كما في الكلمات وذن (أذن)، وليف (أليف)، وتحذف بعد أداة نفي فيقال: مانا (ما أنا)، وبعد أداة النداء كما في يابا حسين (يا أبا حسين).
|
|