تناولت الدراسة نقشًا يسجل جهود الملك عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ في عمارة بازان في مكة المكرمة عام 1348هـ/1929م، وهو بخط الخطاط سيد إبراهيم من مصر، وقد كتب بخط الثلث، وهدف الكاتب إلى التعريف بمضمون النقش ودلالاته وأهميته. وقد استُهلت الدراسة بتوضيح معالم موقع النقش، حيث وجد على واجهة بازان، وقد أُزيل في نطاق أعمال مشروع شركة مكة للإنشاء والتعمير، وهو محفوظ لديها، وهو نقش تأسيسي لعمارة بازان يرجع تاريخه إلى عام 1348هـ، ونُفِّذ النقش بطريقة الحفر الغائر، وبلغت أسطره خمسة أسطر حفرت داخل خرطوش مستطيل ينتهي طرفاه بشكل نصف دائري تقريبًا، وأبعاد النقش 95* 56سم، ومادته من الرخام. وقد جرى عرض النص في كل سطر من أسطره، وابتُدئ بالبسملة، وتفيد بقية الأسطر أن عمارة البازان قد تمت في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود لسقاية عموم المسلمين، وأنيطت مراقبته ونظارته بهيئة تعميرات عين زبيدة، وجرى ذلك عام 1348هـ، وقد ظهر التزام الخطاط بوضع جميع حركات الإعراب لتيسير قراءة النقش، وخلو النقش من الزخارف النباتية. وتناول الكاتب الأعلام الواردة بالنقش بالتفصيل مستهلاً بذكر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وعبدالرحمن الفيصل، وفيصل بن تركي. ووضحت مضامين ألفاظ أخرى مثل البازان، والمشهور عند أهل مكة أنه اسم لعين الماء عند الصفا، ومعناه العام هو الخزان أو الصهريج الذي يبنى في باطن الأرض وتعلوه فتحات الاستقاء من قنوات العيون. وانتهى الباحث إلى إبراز النقش لاهتمام الملك عبدالعزيز بتوفير إمدادات المياه للمسلمين، واستمرار البازانات في أداء وظيفتها في العهد السعودي.