الاعداد السابقة
|
?.?
تناولت المقالة سيرة أبي مروان عبدالملك بن أبي العلاء بن عبدالملك بن زهر ومعرفته الطبية واعتماده التجربة في منهجه البحثي. وقد رُجِع إلى مؤلفاته، ومصادر تاريخ الطب الإسلامي، وتراجم رجاله. وبنو زهر أطباء ستة تعاقبوا في أجيال ستة ثالثهم هو عبدالملك المكنى بأبي مروان الذي عمل في إشبيلية، وكان طبيبًا في بلاط المرابطين في عهد علي بن يوسف، ثم في بلاط أول خلفاء الدولة الموحدية عبدالمؤمن. وكان عبدالملك أبعد بني زهر شهرة وصيتًا، وقد صنّف عددًا من الكتب منها: كتاب الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد، وتذكرة في أمر الدواء المسهل، وتذكرة في علاج الأمراض، وكان أهم مؤلفاته وأبلغها أثرًا: كتاب التيسير في المداواة والتدبير، ويكتسب هذا الكتاب أهمية بفضل محتوياته، والنصوص التي وشاه بها عبدالملك خاصة تلك التي تتعلق بمشاهداته وذكرياته، وقد صنفه في أوائل عهد الخليفة الموحدي عبدالمؤمن بن علي الذي بسط سلطانه على الأندلس منذ سنة 542هـ، والكتابُ يجمع خلاصة علم هذا الطبيب، الذي اكتسبه بالتعلم والممارسة والتجربة، وقد جعله في سفرين بدأ أولهما بنصائح وتوجيهات تتعلق بحفظ الصحة أو ما نسمّيه اليوم الوقاية، ثم أخذ يبحث في الأمراض المختصة بأعضاء الإنسان عضوًا عضوًا، بدءًا من علل الرأس، ثم ثنَّى بذكر ما يحدث في جسم الإنسان عمومًا من الأمراض، وتناول الأورام والحكة والقروح والدماميل، وقد أضاف إلى سفري كتابه جزءًا سماه » الجامع« وقد فرغ من تأليف كتابه في منتصف القرن السادس الهجري تقريبًا، وترجم إلى العبرية واللاتينية ودُرس في بعض الجامعات الأوروبية في العصور الوسطى، وطبع الكتاب سنة 1403هـ/1983م. والكتاب ثري بالمعلومات في الأمراض والأعراض والأدوية والمعاجن.
|
|