الاعداد السابقة
|
ساق الكاتب ذكرياته عن البادية الأردنية التي بدأت وقائعها منذ سنة 1922م، مدفوعًا بالرغبة في دراسة مظاهر الحياة البدوية وإعطاء صورة واضحة عنها، وقد تناول علاقة الأبناء بالوالدين والاحترام العميق الذي يكنه البدوي لوالديه خاصة الأم، وللأخت عندهم موقع فخر واعتزاز، ولذا فإن البدوي يتباهى بأخوته لفلانة، ثم تطرق لمكانة الزوجة في حياة البدوي، وأشار إلى عادات الزواج وتقييده بحدود العشيرة، كما أشار إلى عادات البدو في تربية اللحى، ثم تناول العلاقة بين البدو والتجار ومدى استمساك البدوي بالأمانة والاعتراف بالحق ونوّه بأمانتهم، ثم تناول وضع الفتاة البدوية قبل الزواج، وتكريم البدو للضيف، وتبين تقاليدهم في ذلك أن الضيف عزيز ومكرم ويُعَجَّل بقراه، وإذا لم يكن عند المُضيف ما يقري به ضيفه أخذ من أغنام غيره مقابل دفع بديل أو ثمن لما يسمونه "بالعِداية"، ثم تناول البحث عن كنوز الأدب الكثيرة في البادية والأوابد الأردنية، وذكر القصيدة التي رواها محمد الصقور التي وقعت أحداثها سنة 1836م في البادية الأردنية، وترتبط بشخص علي الرميثي الذي كان فقيرًا وقد قيض له أن ينقذ حياة ابن عمه سالمًا الموسر يومًا، وصدف أن أحبا فتاة جميلة لكنها آثرت عليًا على خصاصته وفقره فتزوجها فحظر ابن عمه عليه وعلى زوجته دخول بيته، فلما توفيت أصابه الفقر المدقع، وقصد ذات ليلة بيت سالم فتجاهله فقال قصيدته بهذه المناسبة معاتبًا ابن عمه الذي تنكر لواجبات الضيافة والقرابة، فكانت قصيدته من أعذب أشعار البادية، وتشتمل على أكثر المعاني الواردة في قصيدة الطين لإيليا أبي ماضي، وقارن بين القصيدتين، وانتهى إلى بيان أصالة المعاني في قصيدة الرميثي
|
|