الاعداد السابقة
|
تناول الباحث الخلاف النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة، والخلاف بين علماء البصرة ذاتها متطرقًا إلى العلماء الذين خالفوا سيبويه في بعض المسائل النحوية كالمبرّد، ويرمي إلى الكشف عن مسائل الخلاف ومناقشتها. وقد رجع لمصادر النحو العربي ودراساته وتراجم أعلامه، واستهل تناوله بتقسيم مسائل الخلاف المبحوثة إلى ثلاثة أقسام: أولها: مسائل خالف فيها المبرّد سيبويه على رأي بعض النحاة، ولكنه في حقيقة الأمر كان موافقًا له فيها، وثانيها: مسائل سبق أن انتقد المبرد فيها سيبويه قبل تأليفه المقتضب، ثم رجع عنها في المقتضب فوافق سيبويه في رأيه، وثالثها: مسائل خالف فيها المبرد سيبويه، ولم يرجع عنها في المقتضب. وناقش الباحث الخلاف بين سيبويه والمبرد الذي صنّف كتاب الرد على سيبويه، وبيّن ما أخطأ فيه سيبويه من مسائل، وقد وصل إلينا من خلال كتاب ابن ولاد (الانتصار) الذي ردّ فيه على المبرّد منتصرًا لسيبويه. ومن قبيل مسائل الخلاف في القسم الأول أن سيبويه أجاز إعمال المصدر المعرف بألـ، وأن المبرد منعه حسب قول بعض النحاة ومنهم أحمد الأمين الشنقيطي، وقد محص الباحث المسألة فوجد أن المبرد مع سيبويه يرى أن المصدر يعمل معرفًا كما يعمل أيضًا منكرًا، وقد تراجع المبرد عما أثاره من مسائل غلط سيبويه في القسم الثاني من مسائل الخلاف ومنها مثلاً مجيء الحال من النكرة بلا مسوغ، ومجيء أداة الاستثناء إلا في موضع الصفة فتكون بمنزلة غير. والمسائل التي بقي المبرد فيها مخالفًا سيبويه في كتابه المقتضب قليلة، ويعقب ابن جني أنها مع قلتها من كلام غير أبي العباس أي المبرد. وانتهى الكاتب إلى أن المبرد عالج ما تناوله سيبويه من قضايا بأسلوب واضح تحرى فيه الشمول والاستقصاء والشرح.
|
|