الاعداد السابقة
|
دراسة لرسالة وضعها السيوطي وهي سبعة أسئلة عن حروف الهجاء، وأجوبتها لأبي بكر الشنواني اعتمد فيها على أقوال السابقين كالرازي والأشعري والسكندري والجرجاني والتفتازاني. لقد نالت حروف الهجاء نصيبًا وافرًا من عناية السابقين ومنها أسئلة الحافظ السيوطي في حروف الهجاء، وأولها: ما هذه الأسماء: ألف، با، تا، إلى آخرها وما مسماها، وهل هي أسماء أجناس أو أسماء أعلام؟ وثاني الأسئلة: مَنْ وضع هذه الحروف، وفي أي زمن وضعت، وما مستند واضعها، هل هو العقل أم النقل؟ وثالثها: هل هي مختصة باللغة العربية أم عامة في جميع اللغات؟ ورابعها: هل الألف والهمزة مترادفان أو مفترقان، وعلى الثاني فما الفرق وأيهما الأصل؟ وخامسها: أجمع علماء اللغة والعدد وغيرهم من المتكلمين على المفردات على الابتداء بحرف الهمزة، وهل هو أمر اتفاقي أو لحكمة؟ وسادسها: كلمات أبجد، هوز، إلخ، هل هي مهملة أو مستعملة، وما عني بها، وما أصلها، وكيف نقلت إلى المراد بها، وما ضبط ألفاظها؟ وسابعها: ما حكمها في الابتداء والوقف، والمنع والصرف، والتذكير والتأنيث، والإعراب والبناء، واللفظ والرسم، وعند التسمية بها، وما حكمها عند نقشها على ثوب أو بساط أو حائط أو سقف، وهل للحروف المجتمعة منها والمفترقة حرمة؟ وقد عرض الكاتب بإيجاز لأجوبة الشنواني عليها، والتي أفادت أن ألف، با، تا، ثا، إلى آخرها أسماء أجناس لمعانٍ مسمياتها حروف التهجي وتبنى منها الكلمات وتركب، ويقال لها حروف المباني وحروف المعجم، وهي أسماء أجناس لأنها نكرات، وعلى مذهب الأشعري، فإن الله ــ تعالى ــ قد وضع الألفاظ ووقف عباده عليها، وقد روى أبو ذر الغفاري أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكتاب الذي أنزله الله ــ تعالى ــ على آدم، فقال: كتاب المعجم: "ألف با تا"، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد الحروف، فقال:"تسعة وعشرون"، ثم إن الألف على ضربين فاللينة تسمى ألفًا، والمتحركة تسمى همزة، وإن الابتداء بالهمزة اتفاقي عادي، وقد بدأ صاحب كتاب العين بالعين لأنها أقصى الحروف مخرجًا، وأن كلمات أبجد هوز إلخ موضوعة وبعضها عربي وبعضها الآخر أعجمي، وقال السيرافي إن أصلها أعجمية، وهي ترسم بصورة لفظها.
|
|