الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب دراسة النص الأدبي على نحو يقترب من العمل الفني بما يكشف عن خواصه وصور الاقتدار التعبيري فيه، بعيدًا عن النقد الخارجي وظواهره الشكلية، وقد ذكر أن الدراسة الأسلوبية تفيد كثيرًا في تحقيق ما سبق وفهم النص الأدبي واستكشاف ما فيه من جوانب جمالية، بما يتاح للدارس من قدرة على التعامل مع الاستخدامات اللغوية ودلالاتها في العمل الأدبي، وبهذا التفاعل مع الخواص الأسلوبية المميزة المستكشفة بطريقة علمية تتضح مميزات النص وخواصه الفنية. واللغة محور الدراسة الأسلوبية وبخاصة عندما ترتبط مستوياتها المختلفة في التعبير الأدبي، واللغة في العمل الأدبي تحمل دلالات العمل الفني وسماته الخاصة وتعكس شخصية الأديب، وهكذا فإن وظيفة اللغة ليست مجرد نقل الأفكار أو التعامل مع الحقائق الثابتة، وإنما تتعامل مع عواطف الناس ومشاعرهم. والمبدع يستعين باللغة في صياغة عمل فني يكشف عن مشاعره وفكره. وإن التناول الأسلوبي ينصب على اللغة الأدبية، لأنها تمثل التنوع الفردي المتميز في الأداء بما فيه من وعي واختيار، وبما فيه من انحراف عن المستوى المألوف، بخلاف اللغة العادية المتسمة بالتلقائية. ولا بد من معرفة الخصائص المميزة التي تتيح للعمل الأدبي أن يخاطب المشاعر ويتجاوز النمط المألوف إلى النموذج الأسمى في التعامل مع الأحاسيس والعواطف والتطلعات، وإن لغة الأدب هي الوسيلة التي يمكن بها تحقيق هذا الهدف بما تحمل من روح الفنان وقدرته على الأداء المتميز واستثارة الخيال والطاقات، ومن هنا كان على الفنان أن يعرف كيف يجمع في فنه كل ما احتوته الألفاظ من قوة التعبير والتصوير. وإن التميز في استخدام اللغة هو موضوع الدراسة الأسلوبية الحديثة وهو جوهر العملية الفنية، كما أن اللغة في الأدب ينبغي أن تؤدي معاني أكثر وأغزر مما تؤديه العبارة المرتبة ترتيبًا منطقيًا مطابقًا لقواعد النحو والصرف. ويشكل النص الأدبي بما يقدم من وسائل تعبيرية مجالاً خصبًا للدراسة الأسلوبية التطبيقية.
|
|