الاعداد السابقة
|
ناقش الباحث مسألة تحديد سنة وقوع معركة اليرموك، وإسناد القيادة العامة للجيوش الإسلامية في بلاد الشام إلى أبي عبيدة عامر بن الجرّاح. وقد أشير في بداية المقالة إلى اختلاف المؤرخين في تسجيل سنة وقوع المعركة بين سنتي 13هـ و 15هـ وذكر ما أورده ابن الأثير من أن معركة أجنادين وقعت سنة 15هـ بقيادة عمرو بن العاص ضد البيزنطيين بقيادة أرطبون الروم، وقد قال الخليفة عمر ــ رضي الله عنه ــ فيها: "رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عما تنفرج ". ورجح الباحث أن معركة أجنادين الأولى قد وقعت سنة 13هـ في أثناء خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقادها خالد بن الوليد بعد قدومه من العراق، وتوليه قيادة الجيوش الإسلامية بالشام، وأما موقعة أجنادين الثانية فوقعت في خلافة عمر، وكانت بقيادة عمرو بن العاص، كما رجح وقوع معركة اليرموك سنة 15هـ، ودعم ترجيحه بالرسالتين اللتين بعث بهما أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب مخبرًا إياه بأنه عندما كان المسلمون يقومون بفتح بقية بلاد الشام، واقعه العيون بأخبار حشود كبيرة للروم في طريقها لمواجهة المسلمين، وطلب من الخليفة المدد على عجل، وبعد أن كتب الله ــ تعالى ــ النصر للمسلمين على حشود الروم كتب أبو عبيدة إلى عمر يخبره بهذا النصر. واستُدِل من الرسالتين مواجهة المسلمين لأكبر حشد للروم ضد المسلمين في بلاد الشام، وقيادة أبي عبيدة للمعركة التي نشبت في أثناء خلافة عمر، وحصار المسلمين بعد انتصارهم في هذه المعركة لإيلياء أو بيت المقدس، وذكر معظم المؤرخين أن هذا الحصار كان سنة 15هـ، مما يوضح وقوع معركة اليرموك سنة 15هـ بقيادة أبي عبيدة في خلافة عمر، وهذا الرأي موافق لما أورده محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبدالله الأزدي، والبخاري.
|
|