الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة سيرة الإمام أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي الشافعي، للتعريف بحياته، وثقافته، وشيوخه، وتلاميذه، وأعماله، ومؤلفاته، وبخاصة كتاب مصابيح السنة. وقد رُجع إلى المصادر التي ترجمت للمؤلف، وإلى مصادر الحديث. وأوضح أن البغوي عاش بين سنتي (433 ــ 516 هـ)، وأخذ العلم عن الإمام أحمد بن عبدالملك بن علي، وأبي صالح النيسابوري، والحسين بن محمد بن أحمد المروذي، وعلي بن يوسف الجويني، وتتلمذ عليه كثيرون، وألّف في التفسير والقراءات القرآنية والحديث والفقه، ومن أشهر مؤلفاته كتاب مصابيح الدجى الذي طبع بعنوان مصابيح السنة. وقد جمع فيه متون الأحاديث النبوية المختارة، ورتبها على طريقة كتب جوامع الحديث، مع تمحيصها وذكر الصحيح من الحسن منها. واشتملت على أحاديث العقائد، والعلم، والعبادات، والمعاملات، والآداب، والفضائل، والمناقب. وقد جمعها متوجّهًا إلى المنقطعين إلى العبادة، لتكون لهم بعد كتاب الله تعالى "حظًا من السنن، وعونًا مع ما هم فيه من الطاعة ". وقد عَرّف الأحاديث الصّحاح بأنها ما أخرجه الشيخان أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري ــ رحمهما الله ــ في جامعهما أو أحدهما. والأحاديث الحسان ما أورده أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي وغيرهما في تصانيفهم، وأكثرها صحاح بنقل العدل غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علو درجة الإسناد. ورأى أن الغريب يكون من حيث ما يعرض للراوي في روايته، وهو مع ذلك صحيح. وعرّف الضعيف بأنه ما في إسناده مجروح أو مجهول. وعنده أن المنكر والموضوع مردودان. ومن أهم مصادره في الحديث كتب الصحاح والسنن.
|
|