الاعداد السابقة
|
نهج الملك عبدالعزيز - رحمه الله تعالى- في مجال نشر الكتب نهجاً إسلامياً معروفاً، عرفه التاريخ الإسلامي منذ بداية اهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء بنشر العلم وتشجيع العلماء، فكان لنا في بعض خلفاء بني العباس أكبر مثل يدل على العناية بالعلم ونشره، فكان الخليفة يعهد إلى عالم من العلماء أن يكتب في أي فرع من فروع العلم المختلفة، ويتكفل بعد ذلك بمكافأة العالم، وتسهيل عملية إيجاد أكثر من نسخة من الكتاب بدعوة من يشتهر بالنسخ وجمال الخط إلى تكرار كتابة ما ألّف. وقد كان الملك عبدالعزيز ممن اتخذ هذا التقليد ببعد وفهم مختلف، فرحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة على ما قدم لخدمة العلم وأهله. ويكفي من ذلك أن هذا الملك الصالح من توفيق الله له أن وفقه لنشر كتب مذهب الحنابلة نشراً لم يسبق إليه، بل إن هناك من أشار إلى أنه لولا توفيق الله ثم جهود الملك عبدالعزيز لم تقم لهذا المذهب قائمة، مع ما كان هناك من كتب مخطوطة له، إلاّ أن عملية الطباعة وما يلحق بها من تكاليف مادية، ثنت الناشرين عن المجازفة بطباعة كتب المذهب؛ لضعف المشترين، وقلة المهتمين. مع ما تتميز به كتبه الفقهية خاصة باليسر والسهولة، بل إن أحدها كالمغني يعد من كتب الفقه المقارن إن صحت العبارة نتيجة ما يحمله هذا الكتاب من آراء فقهية عدة، وليست مذهبية محدودة أو ضيقة.
|
|