الاعداد السابقة
|
دراسة تاريخية أثرية استقصى الباحث فيها ما جاء في المراجع عن المدن التي يُظن أنها الرقيمُ، مع مناقشة ما عثر عليه علماء الآثار. وغايته الوصول إلى الموقع المرجّح للرقيم. وقد رجع إلى القرآن الكريم، وكتب التفسير، ثم إلى كتب التاريخ والأدب الجغرافي الإسلامي، وكذلك قاموس الكتاب المقدس. ومهّد بحديث عام عما تلقاه من قديم موضوع أهل الكهف ومكان الرقيم من بحث ونقاش وتنقيب، ثم ذكر ما جاء عنهم في القرآن الكريم، وما أورده عن عددهم، ومدة مكثهم في الكهف. وقد ذكر أن المفسرين أجمعوا على أن الإسلام اهتم بهذه القصة بأن ضربها مثلاً للثبات على الإيمان، ولذا لم يخبر القرآن عن البلد الذي فيه الكهف، ولا العدد الدقيق للفتية فيه، لأنه لا مصلحة دينية في ذلك، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "ما تركت شيئًا يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا أعلمتكم به". وقد اجتهد بعض المسلمين في مسألة تحديد مكان الرقيم، حيث روي عن العباس أنه قال: إن الكهف في واد قريب من أيلة (العقبة)، ثم ذكر عبادة بن الصامت أنه لما بعثه أبو بكر لملك الروم ودنا من القسطنطينية لاح جبل أحمر قيل: إن أصحاب الكهف والرقيم في سرداب فيه، فدخله ووجد ثلاثة عشر رجلاً مضطجعين على ظهورهم كأنهم رقود. وذُكر أن الكهف في مدينة أفسوس بالأناضول غربي آسيا الصغرى، ثم تناول تفريق المقدسي بين أهل الرقيم وأهل الكهف، وذكر ما أورده بعض علماء التفسير عن الرقيم من أنه واد دون فلسطين فيه الكهف، وهو قريب من أيلة. وذكرت مراجع أن الرقيم قرية صغيرة قرب البحر الميت، أو أنها البتراء. كما رأى بعض المؤرخين أن مدينة الحجر هي مكان أهل الكهف، ورأى بعضهم الآخر أن الكهف يقع في أرض الحسمي شمال غرب تبوك. وحديثًا رأى باحثون أن الكهف يقع قرب قرية الرجيب إلى الشرق من عَمّان، وانتهى الباحث إلى تعذر الوصول إلى تحديد دقيق لموقع أهل الكهف، فربّهم أعلم بهم .
|
|