الاعداد السابقة
|
مقالة سردية تعرض تاريخ التجمعات والمؤسسات الثقافية في الحياة العربية، وهدف الباحث بها إلى التعريف بمظاهرها ونشاطاتها من العصر الجاهلي حتى العصر العباسي، وقد رجع إلى مصادر التراث والتراجم العربية، وقد تحدث عن المفهومات المتصلة بالجمعيات، والثقافة ومشتقاتها ونماذجها؛ واستهلّ بتعريف كلمة "الجمعية" اعتمادًا على "المعجم الوسيط"، بأنها طائفة تتألف من أعضاء لغرض خاص، وفكرة مشتركة، وهي كلمة محدثة، ثم قدّم أمثلة لجمعيات حديثة، وعرّف كلمة "الندوة" بأنها اسم المرة من الفعل ندا أي اجتمع، وعرف كلمة "الثقافة" بمعناها الحديث الذي يغطي العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق والمهارة فيها؛ وتطرق لألوان الثقافة الموضوعية كالثقافة الدينية أو العلمية؛ ثم تحدث عن عدد من الكتّاب الذين عرفوا بثقافتهم الواسعة ومنهم: عبدالحميد الكاتب، وأبو عثمان الجاحظ، وأبو الفضل محمد بن الحسين المشهور بابن العميد، وأبو حيان التوحيدي؛ وتطرق إلى العصر الثقافي للمأمون؛ وتاريخ المؤسسات والتجمعات الثقافية، ففي العصر الجاهلي كانت دار الندوة في مكة المكرمة، التي يُقال: إن قصي بن كلاب هو الذي بناها، وكان زعماء قريش يلتقون فيها، وكان للعرب مواسمهم وتجمعاتهم الثقافية في أسواق: عكاظ، ومجنة، وذي المجاز، وأورد ما ذكره عبدالله بن خميس عن سوق عكاظ من أنها "كانت أعظم معرض في جزيرة العرب للتجارة والصناعة والفن، وأعظم مؤتمر للرأي والسياسة والاجتماع، وأعظم منتدى للشعر والخطابة والبلاغة"، وفي عصر صدر الإسلام كانت سقيفة بني ساعدة منتدى لاجتماعات السقيفة، وشهد العصر الأموي ندوات أدبية ثقافية قدّم الكاتب أمثلة توضحها، ثم ذكر ما ساقه المحقق عبدالسلام هارون عن كتاب "مجالس ثعلب" من أنه "تسجيل كامل لما كان يحدث في مجالس" أبي العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب، ثم ساق أمثلة عن الندوات التي حدثت في العصر العباسي، وخلص إلى أن النشاط الندوي قديم ومتأصل في الحياة الثقافية العربية.
|
|