الاعداد السابقة
|
تناولت الدراسة نمط التصريف المائي لمنطقة القصيم، وغايتها إعطاء صورة عامة عن هذا الجانب المهم من جوانب الجغرافيا الطبيعية للمنطقة، وتكتسب دراسة التصريف المائي أهميتها من وجود ارتباط وثيق بين نمط التصريف المائي، والاستقرار البشري ويتضح ذلك بوضوح في منطقة القصيم، الواقعة في وسط المملكة العربية السعودية، وتحدث الكاتب عن خصائصها، حيث تتصف بكثرة سكانها ووفرة إنتاجها الزراعي، وتقع معظم المدن والقرى والهجر في منطقة القصيم على وادي الرمة وفروعه، وتضم مدن بريدة، وعنيزة، والرس، والبكيرية، ورياض الخبراء، والبدائع، ومن القرى الهلالية، والخبراء، وقصر ابن عقيل، والنبهانية، وصبيح، ومن الهجر دخنة، والفوارة، والدليمية، والقرين، وعقلة الصقور، والخشيبي، وجرار، والداث، وعطا، وضليع رشيد، ومطرية، والجفنية، ثم وصف الكاتب وادي الرمة التي يُعدّ أهم ظاهرة طبيعية في منطقة القصيم، وهو يعبر المنطقة من الغرب إلى الشرق، كما أنه أطول وادٍ في شبه الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله ست مئة كيل، ويُعتقد أن وادي الرمة كان نهرًا حقيقيًا يفيض بالمياه طوال أيام السنة في الأزمنة الجيولوجية السابقة وكان يصب في الخليج العربي، ويشكل وادي الباطن الذي يقع في الشمال الشرقي للمملكة استمرارًا لوادي الرمة إلا أنه قد انفصل عنه بواسطة رمال الدهناء، ويتصل بوادي الرمة عشرات الأودية من الشمال ومن الجنوب، ومن الأودية التي تتصل به من الناحية الشمالية: وادي المحلاني، ووادي مرغانة، وشعيب صبيح، وشعيب الدليمية، أما من الناحية الجنوبية فيتصل به وادي الجفن، ووادي الرحلة، ووادي الجرير، وشعيب جرار، وشعيب الداث، ووادي دخنة، كما وصف الكاتب الأودية الكبيرة المهمة في القصيم بما في ذلك وادي الترمس، ووادي الجارمة، وأوضح أن التصريف المائي يربط في العادة بوجود سبخات في المناطق الجافة، وتوجد في منطقة القصيم خمس سبخات، تقع أربع منها متجاورة في الجزء الشرقي من المنطقة، وتتكون السبخات من الرسوبيات الرباعية من الطمي والطفل والرمل الوحلي والأملاح، وإحدى هذه السبخات روضة الزغيبية التي تقع على بعد حوالي عشرة كيلات شرقي مدينة عنيزة، وهي تستقبل مياه وادي الرمة، وقد وجد الكاتب ارتباطًا وثيقًا بين نظام التصريف ونمط الاستقرار البشري في منطقة القصيم.
|
|