الاعداد السابقة
|
يتناول الكاتب الخلفية التاريخية للأحداث التي جرت على جانبي الحدود السعودية - الأردنية في منطقة وادي السرحان، والتدخل الأوروبي السافر في عملية رسم الحدود السياسية لأول مرة في تاريخ شمال الجزيرة العربية. لقد اتجهت كل من فرنسا وبريطانيا فور فرضهما الانتداب في منطقة الشرق الأوسط نحو خلق نمط جديد من الحدود يعتمد في الفصل بين كيان سياسي وآخر على خط الحدود وليس على منطقة الحدود، على الرغم من أن النمط الأخير هو الأقرب إلى طبيعة المجتمعات الصحراوية التي تعتمد في حياتها الاقتصادية على التنقل والارتحال وراء الماء والكلأ. ولم تبحث بريطانيا عن أي أسس تاريخية، أو جغرافية، أو اجتماعية عندما رسمت الحدود في شمال الجزيرة فأسفرت إجراءاتها في رسم الحدود عن فصل فجائي بين القبائل القاطنة في سورية من ناحية، والقبائل القاطنة في مناطق الانتداب البريطاني من ناحية ثانية، ثم بين القبائل النجدية والحجازية من ناحية ثالثة.
وسَعَت إلى تغيير معنى الحدود في أذهان البدو من مفهوم منطقة الحدود إلى مفهوم خط الحدود، وتغيير محور الانتماء من الانتماء إلى القبلية أو القرية إلى الانتماء إلى الدولة. لقد توسلت برسم الحدود لتكون أداة سياسية لخدمة مصالحها الاستعمارية. ويعدّ وادي السرحان ملتقى الطرق في الصحراء العربية الشمالية وتوجد بها واحات كبيرة وفي شماله تقع قريات الملح وفي أقصى شماله يقع قصر الأزرق، وتستقي منه قبائل الرولة وعنزة وبني صخر. وقد تنوولت المشكلات التي دارت حول وادي السرحان وتطور النواحي التاريخية والسياسية المتصلة به. وجرى التطرق إلى اتفاق حدا سنة 1925م بين الملك عبدالعزيز وبريطانيا، وبموجبه ضمن وصول قوافله التجارية إلى الشام، وملك وادي السرحان حتى الكاف، ما خلا مجموعة وديان صغيرة تقع إلى الغرب منه.
|
|