البحث في المجلة العنوان حول كرم حاتم الطائي: رقم السنة : السابعة عشرة
أختر نوع البحث المؤلف فضل بن عمار العماري التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الرابع
الاعداد السابقة

عالج الكاتب موضوع الكرم من خلال دراسة القصيدة الميمية للشاعر الجاهلي حاتم الطائي ليكشف جوانب الموضوع، وردّ على افتراءات المستشرقين وغيرهم ممن كتبوا عن دوافعه، وقد رجع الكاتب للقصيدة، والشعر الجاهلي، والدراسات التي تناولته، وقدّم لدراسته ببيان منهجه في تناول القصيدة المدروسة التي قسمها إلى أربعة أقسام : المقدمة الطللية، فالنسيب، فحاتم يتحدث عن نفسه، فالصعلوك. أما في المقدمة فبدأ حاتم بذكر الأطلال، وتتصف المقدمة بالتماسك، ويرتبط النسيب بالطلل ارتباطًا عضويًا، فما إن يتحدث الشاعر عن أماكن محبوبته حتى ينتقل إلى وصفها، ثم يتحدث عن نفسه ويركز الأحاديث حولها مؤكدًا على معنيين هما: فناء المال، وفناء الحياة، وهو إذ يغدو كريمًا ببذل ماله، يستعمل مفردات هي في أدق خصائصها ألفاظ تعبر عن الفناء، فهو يستعمل لبذل المال كلمة الإتلاف، أي القضاء التام على ما هو موجود بين يديه، وهو يقوم بذلك على الرغم من قلة المال عنده، وهو لن يتوقف عن الإتلاف، بل سيلجأ إلى مواصلته عن طريق الاقتراض من الآخرين، وهكذا تتضخم فكرة الفناء لديه، ويتسع مدلولها لتؤكد إصرار حاتم على مجابهة الموت. لقد كان حاتم يمارس شعيرة دينية وثنية في العصر الجاهلي لها طقوسها المعروفة لديهم، وتتمثل في النحر والعقر. ويرى الكاتب أن الكرم ارتبط بالجفاف في الصحراء بحيث تحول ذلك الارتباط إلى رؤية شمولية عند الإنسان العربي فيما بعد. ونجد صورة الصعلوك في شعره تسير حسب موقفه من مشكلة الفناء، وصورة الصعلوك عند حاتم صورة الرجل الذي يرمي إلى إنقاذ الإنسان من مأساة الطبيعة، وهدفه في الحياة المكارم.