الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب درهمين أيوبيين وأهمية المادة المسجلة عليهما في الدلالة على المصالحة بين الملك الصالح نجم الدين أيوب والملك الصالح اسماعيل، وقد رجع لمصادر تاريخ الدولة الأيوبية. والدرهمان المدروسان موجودان في مجموعة متحف الفن الإسلامي، ومجموعة الدكتور هنري عوض بالقاهرة، وقد دُرست الكتابات على الوجه والظهر لكل من الدرهمين، وكان الخط المستعمل في هذين الدرهمين هو خط النسخ الأيوبي الذي حلّ محل الخط الكوفي على المسكوكات الإسلامية منذ سنة 226هـ في عهد الملك الكامل الأيوبي، وصنع الدرهمان بطريقة الضرب، ومما يستدعي الانتباه تسجيل اسم الملك الصالح نجم الدين أيوب بمركز الوجه، والملك الصالح اسماعيل أسفل اسم الخليفة العباسي بمركز الظهر، وضربت الدراهم في دمشق، وورد اسم الملك صالح نجم الدين أيوب ، وعمه الملك الصالح اسماعيل على كل من الدرهمين علمًا بأنهما كانا في حروب مستمرة بينهما . ومن الطبيعي ورود اسم الخليفة العباسي بمركز الظهر كما هو متبع على الدراهم الأيوبية المضروبة بدمشق بوصفه الخليفة الذي يتبعه حاكم دمشق. ويتضح من المصادر التاريخية أن ورود اسم الملك الصالح أيوب والملك الصالح اسماعيل معًا على الدرهمين يرجع إلى حدث تاريخي له أهميته؛ إذ جاء في المصادر أنه في سنة 641هـ تمت مصالحة بين الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، وعمه الملك الصالح اسماعيل صاحب دمشق، والمنصور صاحب حمص، وتم الاتفاق على أن تكون دمشق وأعمالها للصالح اسماعيل ، ومصر للصالح أيوب، وأن يبقى كل من صاحب حمص وحماة وحلب على ما هو عليه وأن تتبع الكرك للصالح اسماعيل، وأن تكون الخطبة والسكة في جميع هذه البلاد للملك الصالح نجم الدين أيوب . والخلاصة أن الدرهمين ضربا في دمشق في عهد الملك الصالح اسماعيل سنة 641هـ بعد أن تم الصلح بينه وبين الملك الصالح نجم الدين أيوب.
|
|