تحدث المؤلف عن الخلفية التاريخية لبلاد البحرين، مبرزًا أهم الإشارات التاريخية حول تلك البلاد، ومرتبًا إياها حسب التقدم الزمني، وموضحًا حدود البحرين حسب تلك الإشارات التاريخية، ومبينًا أهم معالم السطح والنواحي الاجتماعية والسياسية، ومشيرًا إلى الأقوام الذين تعاقبوا على تلك البلاد. وقد خص المؤلف حديثه في القسم الثاني عن الدولة العيونية مفصلاً القول في تاريخها السياسي إبّان قيامها، وما مرت به من قوة وتوحد، وما انتابها من ضعف وانقسام، وما آلت إليه من سقوط، وأبرز المؤلف في هذا القسم النقود المتداولة في تلك البلاد حتى نهاية القرن الخامس الهجري، والتي كشفت الحفريات الأثرية في شرق الجزيرة العربية عن وجود العديد من النماذج النقدية اليونانية والسلوقية التي تم تداولها في معظم مدن المنطقة الواقعة في شرق الجزيرة العربية، وتبين أنه لم تكن هناك إشارات مؤكدة لسك النقود المتداولة في بلاد البحرين؛ إلا أن العيونيين ورثوا نظامهم الاقتصادي عن القرامطة؛ فأصدروا النقود المحلية المضروبة من الرصاص، ثم قاموا بفتح دور سك في العديد من مدن بلاد البحرين؛ وأصدروا نماذج مميزة من دراهم الرصاص التي حملت أسماءهم وألقابهم وشعاراتهم السياسية والدينية. وخص المؤلف كتابه بدراسة وصفية لنقود الدولة العيونية البالغ عددها خمسين قطعة نقدية، مصنفة وفق تسلسلها التاريخي داخل توزيعها الجغرافي بالنظر إلى مدن سكها ومرتبة أبجديًا. وقد أبرز الكاتب أهم السمات الفنية المتعلقة بمدن سك النقود العيونية، كما بين نوعية الخط المنقوش على النقود العيونية الذي يتمثل غالبا في نوعين هما: الكوفي، والنسخي. كذلك وضح العبارات والألقاب التي توضع على القطعة النقدية، وأهم دلالاتها التي انطوت في معظمها على المدلول الديني.