سيرة ببليوجرافية لغياث الدين جمشيد بن مسعود المعروف بالكاشي الذي عاش في أواخر القرن الثامن الهجري وتوفي قبيل منتصف القرن التاسع الهجري، وهدف كاتبها للتعريف بشخصيته، وعلمه، وأعماله، ومبتكراته، وقد رجع لكتب التراجم، وتاريخ الرياضيات، وتاريخ الفكر العربي، والعلوم عند العرب والمسلمين، واستهل بالتعريف بالمترجم له وطلبه للعلم وقراءته للقرآن الكريم ودراسته للنحو والصرف والمنطق والرياضيات والفلك، وقد أورد أن اهتمامه بالفلك دفعه للرحيل إلى سمرقند الشهيرة بعلمائها ومراصدها الراقية، وعمل مع علاء الدين أولوغ بك بن شاه رخ أمير بلاد ما وراء النهر في مرصد سمرقند، وقد ابتكر آلة لحساب تقاويم الكواكب وعروضها وأبعادها عن الأرض، وعمل الخسوف والكسوف، وسمّى الآلة بطبق المناطق، وقد سبق (يوحنا كبلر) في إثبات أن مسارات الكواكب إهليليجية وليست دائرية، ودرس نتاج علماء الفلك وبخاصة نصير الدين الطوسي، وشرح الكثير من آثار علماء الفلك الذي اشتغلوا معه في مدينة مراغة، ولقد قدّر بكل دقة الكسوفات التي حصلت في السنوات809-811 هـ، ودرس مدارات القمر وعطارد، وقدّر بدقة متناهية نسبة محيط الدائرة إلى قطرها، وابتكر الكسور العشرية وكان لذلك أثر كبير في تقدم الحساب وفي اختراع الآلات الحاسبة فيما بعد، واستخدم الصفر لأول مرة للأغراض نفسها التي يستعمل فيها اليوم، ودرس نظرية الأعداد فصاغ قانونًا لمجموع الأعداد الطبيعية المرفوعة إلى القوة الرابعة، واستخدم القاعدة العامة لنظرية ذات الحدين لأي أس صحيح، وأسهم في تطوير نظرية ذات الحدين، ثم عرض الكاتب (42) من مؤلفاته في علم الفلك ، والرياضيات، وعلم الهيئة ، والمساحة.