الاعداد السابقة
|
سيرة ببليوجرافية لزكريا بن محمد بن محمود الكوفي القزويني الذي عاش بين سنتي 600هـ/ 1203م و 682هـ/ 1283م، وهدف كاتبها التعريف بشخصيته، وإسهاماته العلمية، ومنهجه، وتقسيمه لعالم الموجودات، وقد رجع إلى أعمال القزويني، والمؤلفات عنه مضيفًا إليها المصادر عن العلوم عند العرب والمسلمين وبخاصة الجغرافيا والتاريخ، واستهلّ بالحديث عن مولده، ونسبه، وطلبه للعلم، وعمله بالقضاء، ثم تطرق إلى غنى معرفته بعلوم الأرض، والتاريخ الطبيعي، والفلك، والجغرافيا، حيث يظهر إسهامه في حقل علوم الأرض في ذكره عن الزلازل، والمياه الجوفية، وكروية الأرض في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، ويبدو إسهامه في علوم الكون في كتابه المذكور، وكتابيه الآخرين عجائب البلدان، و آثار البلاد وأخبار العباد. وقد درس القزويني الطبيعة دراسة علمية، وكان يرى أن الأرض كروية وأنها تدور على نفسها، وتحدث عن المعادن، والنبات، والحيوان، وأعطى شروحًا مفصلة متصلة بها، وجعل لها ثلاث مراتب: المرتبة الأولى للمعادن وهي جمادات، والمرتبة الثانية للنبات، والمرتبة الثالثة للحيوان الذي جمع بين النشوء والنمو والحركة، وكانت له معرفته الفلكية الغزيرة، فقد فسّر ظاهرتي الكسوف والخسوف تفسيرًا صحيحًا، ورأى أن مكث الشمس في الكسوف لا يكون طويلاً كمكث القمر في الخسوف، وألّف في جغرافية العالم الذي قسمه إلى سبعة أقاليم، ووصف الأرض، وخلّف مادة غنية بالتاريخ، والتراجم موضّحة بالرسوم والصور، وكتب عن خواصّ البلاد من حيث تأثير البلاد في السكان، وتأثير البلاد في النبات والحيوان، ثم تطرّق إلى التحولات التي حصلت لوجه الأرض نتيجة لتغير أماكن البحار وقشرة الأرض، وقد اتبع منهجًا علميًا معتمدًا على التجربة والمراقبة والاستنباط، وكان كثيرًا ما يستند في تفسيره إلى القرآن والحديث، وقد قسم الموجودات إلى العلويات من الأفلاك التي تشمل الكواكب والبروج والمجرات والشمس والقمر، والسفليات التي تضم الأثير والهواء والماء والأرض.
|
|