الاعداد السابقة
|
اختارت مجلة التايم الأميركية الأسبوعية الملك فيصل بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ رجل عام 1974م، لإنجازاته ومكانته على المستوى الدولي والمحلي والعربي والإسلامي، وقد أُخذ في الحسبان أهمية إدارته لشؤون البترول، الذي له أهمية قصوى في حياة الإنسان الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأن الدول العربية المنتجة للبترول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تصدّر ثلثي الصادرات البترولية في العالم، ولديها أكثر من ثلاثة أخماس احتياطيات البترول في العالم باستثناء أوروبا الشرقية. وقد كان لقرارات الفيصل البترولية سنة 1974م مكاسب مباركة، وكان للفيصل خططه الإنفاقية سواء على المستوى المحلي من أجل تطوير المملكة ورفع مستوى معيشة المواطن السعودي، أو على المستوى العربي ومساندة دول المواجهة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، أو على المستوى العالمي والمساعدات التي قدمها الفيصل للدول النامية عامة، ولم يكن الفيصل قائدًا لأعظم دولة في احتياطيها البترولي فحسب، بل كان زعيمًا روحيًا لمئات ملايين المسلمين في هذا العالم، فهو رائد التضامن الإسلامي، ومساند قضايا المسلمين، وخادم الحرمين، وكان ــ رحمه الله ــ يريد أن يصلي في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، وكان يمقت الصهيونية والشيوعية لشرهما ونزعاتهما التوسعية. وقد استخدم الفيصل سنة 1974م نفوذه في مساعدة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في التحرك السياسي في منطقة الشرق الأوسط، وكان للفيصل دوره في إقناع سوريا بتوقيع اتفاق فك الارتباط مع إسرائيل في مرتفعات الجولان، وعند وقوع حرب رمضان سنة 1973م، وكان ما كان من الولايات المتحدة والغرب من انحياز إلى إسرائيل وتزويدها بالأسلحة، قامت الدول العربية وإيران برفع أسعار البترول، ثم بعد أيام اتخذ الفيصل والدول العربية الأخرى المنتجة للبترول بفرض حظر على جميع شحنات البترول إلى الولايات المتحدة، ثم بدأ مع غيرها من الدول العربية في خفض الإنتاج بسرعة كبيرة بمعدل 28%، وقامت منظمة الأوبك برفع الأسعار خلال سنة 1974م، وقد كان لموقف الفيصل وسياسته البترولية آثار بعيدة منها قوة مكانة العرب واقتصادهم، وازدياد العناية بشؤون العالم العربي، والالتفات إلى قضاياه.
|
|