الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب الدعوة السلفية التي نهض بها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ونظر إلى الشيخ محمد على أنه أكثر من مجتهد، بل مجدد للإسلام، والتوحيد هو جوهر عقيدته ومحورها، حيث ركز الجهد الفكري على تنقية عقيدة التوحيد الإسلامي مما شابها، والمجدد في رأي الكاتب لا يمكن إلا أن يكون مجتهدًا، والشيخ محمد مجدد في إطار المجتمع والعصر الذي ظهر فيه، ورأى الكاتب أن فكر الدعوة السلفية كان مقرًا في حقل الفلسفة، وأن هذه الخصيصة من مفاخر الفكر السلفي، ورأى أن الحركة السلفية لم تنظر نظرة ود وتشجيع للعلوم العقلية التي ارتكز عليها التمدن في الحضارات الغربية، وبخاصة في ظروف الدعوة المبكرة لأن قضية العلوم العقلية لم تكن مطروحة، لطبيعة البيئة ومحدودية الاحتياجات في نجد وقت قيام الدعوة. والكاتب إلى جانب التمدن الإسلامي الحقيقي، لا إلى جانب التحديث الغربي الذي يسعى لشغل مكان التمدن الإسلامي المتميز والمس بالقيم والعقائد المستندة إلى علوم الوحي والشرع، ثم تناول الكاتب تمييز علماء السُّنة وفقهائها بين السنة التشريعية، والسنة غير التشريعية، وإنه التمييز بين الدين الذي هو وضع إلهي لا يتأثر بتغير الزمان أو المكان، والذي اكتمل بتمام الوحي، ولا يجوز في أصوله اجتهاد ولا رأي، وبين شؤون الدنيا التي هي متغيرات، دعانا الإسلام إلى الاجتهاد فيها في ضوء كليات الدين ونصوص الوحي والسنة، وعلى النحو الذي يحقق مصلحة مجموع الأمة ويرفع عنها الضرر والحرج، وهذا التمييز هو الذي يدعو المسلم إلى أن يكون سلفيًا في الدين، يرفض البدع والمستحدثات، على حين يدعوه إلى أن يكون مبدعًا ومجددًا ومضيفًا في شؤون التمدن الدنيوي وعمارة الكون في إطار روح الشريعة وكليات الدين، وهذا في رأي الكاتب يعكس الوسطية الإسلامية، ثم تناول ما جرى بين الشيخ محمد وأمير العيينة، ثم اللقاء بينه وبين الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية واتفاقهما على التعاون لنصرة الدعوة، ثم تطرق لآثار الدعوة السلفية خارج حدود الجزيرة العربية، وانتهى إلى إبراز تجديد الدعوة السلفية لعقيدة التوحيد الخالص.
|
|