الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة الجوانب الاقتصادية لحيازة الحلى الإسلامية، واستهدف بيانها، والكشف عن ظروفها، ومظاهرها. وقد رجع الكاتب إلى المراجع عن الحلي والمصاغ الشعبي. واستهل تناوله بالحديث عن ظاهرة التزيّن والتجمّل بوصفها الأساس لاقتناء الحلي والمصوغات، ثم بيَّن أن الإقبال على حياة الذهب والفضة عادة قديمة مبعثها الثقة بهذه المعادن عبر العصور وقيمتها المادية، وكانت المصوغات تحفظ في صناديق خاصة، أو مخابئ تتعذر معرفتها. ونتيجة لضعف أنظمة الضمان الاجتماعي، أو انعدامها في كثير من دول العالم الإسلامي فقد حلت المعادن النفيسة مكان هذا الضمان بأشكال متعددة، وتمثل في المجتمعات الريفية ثروة العائلة وتوفيرها. ويعتمد رواج المصاغ من المعادن النفيسة على مستوى المعيشة ومستوى تحضر الشعوب وقيمها وتقاليدها، ولهذا يشيع استعمال الحلي الذهبية والنفيسة أكثر مع ازدهار اقتصاد الدولة، ويظهر أن متوسطي الدخل في الأقاليم الإسلامية هم أكثر فئات المجتمع الذين يتزينون بالحلي من الذهب فالفضة، وتمثل الحلي مجالاً للتباهي عند التونسيات والموريتانيات والطوارق والبدو وغيرهم، وتجمع العائلات مصوغاتها بالإرث المتراكم، وتستخدم الحلي هدايا في المناسبات الدينية والاجتماعية. وتناول الكاتب رهن الحلي وإيجارها نتيجة للعوز والحاجة. واستئجار الحلي عادة قديمة وشائعة في العالم الإسلامي. وتناول الكاتب وقْفَ الحلي لشؤون الخير والمعروف، وتشييد العديد من المنشآت الدينية والتعليمية والثقافية والصحية والخدمات العامة، ومع تطور المجتمعات وتحضرها أصبح للحلي قيم جمالية متغيرة، وقد تحدث الكاتب عن المصاغ بوصفه علامة انتساب وتميز ما بين القبائل أو العائلات القروية، وتطرق الكاتب لمفردات الصياغة وتباين استخدامها حتى في إطار بطون القبيلة الواحدة أحيانًا، وتحافظ المجموعات العرقية على تراثها الصياغي مما يشجع الصاغة التقليديين على المضي في استيحاء التراث الصياغي وتطويره على أسس معاصرة.
|
|