الاعداد السابقة
|
تناولت المقالة إسهام محمد سعيد العامودي في أدب القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، وهدف كاتبها إلى عرض ملامح كتابته في هذا المجال وبيان نواحي إبداعه فيها، وقد رجع إلى قصصه المنشورة. وذكر أن العامودي يعد من أبرز رواد القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية ومن أوائلهم تأصيلاً وابتكارًا، وقد أخذ بنشر قصصه منذ سنة 1355هـ، وأحدث قصة له مضى على نشرها ما يقرب من ربع قرن. وأخذ في الحسبان في تقويم عطاء العامودي القصصي ظروف النشأة الأولى لفن القصة بعيدًا عن صرامة المقاييس الفنية المعاصرة. ورأى أنه يربط بين قصصه رغبة إنسانية نبيلة في إصلاح المجتمع وتهذيبه وتنمية عناصر الخير داخل النفوس وإن تباينت طرق المعالجة والتعبير، وتعالج قصصه همومًا تتراوح بين مستويات عديدة، مستوى شخصي ومستوى اجتماعي ومستوى تاريخي ومستوى قومي، وتظهر روح الكاتب على كل هذه المستويات ساطعة متألقة من خلال تصور سام يسعى إلى الخير ويرفض الشر ويدعو إلى الإيجابية والتعامل مع حقائق الحياة، وفي بعض قصصه نرى نموذجًا طيبًا للكفاح والصبر على الصعاب والمشاق، ومواجهتها بجد وإصرار، ويقدم ذلك النموذج مثالاً على الحصاد الطيب الذي يجنيه المكافحون، ويضفي العامودي على نموذجه المتسامي ملامح إنسانية مثالية تجعله رافضًا للحقد والانتقام من أصحاب الإساءة ومقابلاً الإساءة بالإحسان، وفي بعض قصصه يتجاوز الدائرة الفردية إلى الدائرة الاجتماعية فينقد البيئة الاجتماعية نقدًا تاريخيًا وواقعيًا ويدعو إلى العمل والتعليم. وإجمالاً فللعامودي ريادته في مجال القصة القصيرة وقد عبرت جهوده عن مضمون إنساني نبيل من خلال أداء فني وفيّ لعصره وبيئته.
|
|