تناولت الدراسة العلاقات بين البحرين والمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، لتوضيح أصولها ومظاهرها وتطورها. ورجع إلى المصادر التاريخية، والوثائق البريطانية المتصلة بالمنطقة. واستهلت بعرض الوشائج التي وجدت بين أسرة آل خليفة في البحرين، وأسرة آل سعود اللتين تنتميان إلى قبيلة عنزة. أما سكان البحرين فينتمون في الغالب إلى قبائل عربية نزحت في أزمنة تاريخية مختلفة من الجزيرة العربية، فسكن بعضهم السواحل الشرقية من الخليج العربي، ثم تحولوا إلى البحرين . وكانت البحرين تضم بقعة واسعة تشمل الساحل الشرقي من كاظمة إلى عُمان، وكانت ولاية البحرين تضم الأحساء والقطيف بالإضافة إلى جزر البحرين، وكان عليها والٍ ضمت اليمامة إليه، وكانت تشمل مساحة واسعة من الجزيرة العربية في عهد الراشدين فالأمويين فالعباسيين،واستمرت حتى عهد العيونيين والجبور. والمدة التاريخية المبحوثة تستوعب عهد الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة المتوفى سنة 1351هـ، وابنه الشيخ حمد المتوفي سنة 1361هـ، وحفيده الشيخ سلمان الذين عاصرهم الملك عبدالعزيز. وقد تناول الكاتب زيارات ملوك آل سعود للبحرين وسنيّ زياراتهم، والتي تعد مظهرًا للروابط الوثيقة بين البلدين. وكان الملك عبدالعزيز بمعية والده وبعض أفراد أسرة آل سعود لما تركوا الرياض سنة 1307هـ، واتجهوا صوب البحرين، وحلوا ضيوفًا على الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وظلوا هناك حتى سنة 1308هـ، ثم ذهبوا إلى الأحساء فالكويت. وزار الملك عبدالعزيز البحرين سنة 1348هـ، وسنة 1358هـ. وشهدت المدة من سنة 1345هـ وما بعدها تطورًا في العلاقات بين البلدين. وكان لمعاهدة جدة سنة 1927م أثر كبير في توطيد العلاقات مع حاكم البحرين وسائر حكام إمارات الخليج.