الاعداد السابقة
|
تناول الكاتب فكر الراغب الأصفهاني - المتوفى نحو سنة 502هـ/ 1108م - حول مكارم الشريعة وكيف يوصل إليها بواسطة تطهير النفس وتهذيب الأخلاق، وهدف إلى توضيح أبعاد الفكر الأخلاقي عند الأصفهاني في هذا المجال، وقد رجع لكتب الأصفهاني، وكتب التفسير، والفكر الإسلامي؛ ومهّد بالتعريف بشخصية الراغب الأصفهاني، ودراسته لعلوم اللغة، والأدب، والأخلاق، والفقه، والتفسير، وذكر مؤلفاته ومنها مفردات ألفاظ القرآن، وتفضيل النشأتين وتحصيل السعادتين، ومحاضرات الأدباء ومحاورات البلغاء، ثم تناول منهجه، وموقع الشرع قبل العقل فيه، فالشرع في نظره سائس والعقل تابع، وأكد على قيمة العلم والعمل، ومنهج تلقي العلم عنده في أطوار يتقدمها حفظ كلام رب العزة، ثم سماع الحديث، ثم تعلم الفقه، ثم علم الأخلاق والورع، ثم علم المعاملات؛ وهي أقرب في منهجه إجمالاً إلى أهل الحديث منه إلى المتكلمين، ورأى الكاتب أنه أميل إلى إدماج منهجي الشرع والعقل منه إلى التوفيق بينهما؛ وقد نظر للأعمال الإنسانية كلون من العبادات، وبحث في مدلول الإنسان الآخذ بالأسباب المؤدية إلى جعله مستحقًا لخلافة الله عز وجل في الأرض بالتخلق بأخلاقه سبحانه وتعالى، أي الأخذ بمكارم الشريعة، وهي الحكمة والقيام بالعدالة، جاعلاً دور الحكماء يلي دور الرسل والأنبياء عليهم السلام، ثم تناول الكاتب نظريته الأخلاقية، التي اقتضى توضيحها تناول أفكار الأصفهاني حول الإنسان وماهيته وتميزه عن سائر الحيوان، وأنه يعيش في دار ممر إلى الدار الآخرة، والغرض الذي من أجله خلق الإنسان، والصلة بين عقل الإنسان وهوى نفسه، وأفعاله الإرادية وغير اللإرادية، والسعادة الحقيقية التي ينبغي أن يسعى لها وهي في نظره الخيرات الأخروية، ولا يتسنى الوصول إليها إلا باكتساب الفضائل: العقل وكماله العلم، والعفة وكمالها الورع، والشجاعة وكمالها المجاهدة، والعدالة وكمالها الإنصاف، أي أنه لا وصول لها إلا بالسعي.
|
|