البحث في المجلة العنوان النزاع التركي-المصري على شمال الحجاز وسيناء وتدخل الحكومة البريطانية، (1884-1906): دراسة تحليلية رقم السنة : الخامسة
أختر نوع البحث المؤلف صالح العمرو التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الأول
الاعداد السابقة

دراسة تاريخية لوقائع النزاع التركي المصري للسيطرة على شمال الحجاز وسيناء والتدخل البريطاني في مجرياتها في الفترة الواقعة ما بين احتلال الأتراك للوجه سنة 1884م حتى احتلالهم لرفح وإزالتهم لعلامات الحدود مما دفع بريطانيا للتحرك وإرسال سفينة حربية إلى رفح سنة 1906م ومطالبة الأتراك بإعادة صورة الحدود المصرية إلى ما كانت عليه، وهدف الكاتب إلى بيان أبعاد هذا النزاع الدينية والسياسية والاقتصادية، وقد رجع للمذكرات والوثائق والدراسات التاريخية التي تناولت أحداث فترة الدراسة. ومهد لدراسته بالحديث عن تاريخ الحجاز وعدم محاولة الأتراك التدخل بحكمه مباشرة منذ أن دخل طواعية تحت حكم الدولة العثمانية سنة 1517م، حتى إذا دخل الحجاز تحت حكم الدولة السعودية بين سنتي 1802و1811م قرر السلطان محمود الثاني التدخل في شؤونها، فطلب من والي مصر إرسال قواته لإعادة الحجاز لحكم الدولة العثمانية، واستطاع محمد علي باشا بين سنتي 1811و1815م الاستيلاء على الحجاز، وتمكن سنة 1839م من أن يستولي على الشام، وتدخلت الدولة الأوربية وأجبرته سنة 1840م على الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلها بما في ذلك الحجاز، لكن محمد علي أبقى على حاميات مصرية في موانئ الوجه والمويلح وقبا والعقبة في شمال الحجاز، وهي تقع على طريق الحج المصري، مع أن ذلك مخالف لمعاهدة لندن سنة 1840م وملحقها، واستمر المصريون في إدارة هذه الأماكن وإرسال الجنود إليها حتى سنة 1887م. وقد اتضح فيما بعد لوالي الحجاز عثمان نوري أن المصريين كانوا يحاولون تمكين مركزهم فيها عن طريق بناء قلاع جديدة في بلدة الوجه؛ وكان عثمان نوري يدرك عدم شرعية بقاء المصريين وإجراءاتهم فيها، وأن حدود ولاية الحجاز في السابق تمتد حتى خليج العقبة، واقترح على الباب العالي ترسيم حدود ولاية الحجاز حتى لا يسمح لأي دولة تحتل مصر مستقبلاً أن تدعي الحق في التدخل في شؤون الحجاز، ثم قامت قوة عثمانية باحتلال الوجه سنة 1884م، وحاولت بريطانيا إقناع الخديوي بالاحتفاظ بالوجه والموانئ الأخرى التي سبق لهم أن طلبوا من محمد علي الانسحاب منها، مما يدل على أن بريطانيا تتصرف دائمًا وفق ما يخدم مصالحها، وفي سنة 1892م أمر الخديوي حاميته بمغادرة قبا والمويلح، ووافق على تسليم العقبة للأتراك مقابل أن تُدار سيناء بواسطة الخديوي، وقد قام الأتراك باحتلال طابا ورفح وإزالة علامات الحدود، ثم انسحبوا منها بعد تلقي تهديدات من بريطانيا، التي كانت تخشى عبور الأتراك سيناء ومهاجمة قواتها في مصر.