البحث في المجلة العنوان محمد بن عائذ الدمشقي ومصنفاته التاريخية رقم السنة : الخامسة والعشرون
أختر نوع البحث المؤلف سليمان بن عبدالله السويكت التنصنيف البحوث رقم العدد : العدد الثالث
الاعداد السابقة

تناولت الدراسة سيرة محمد بن عائذ بن عبدالرحمن بن عبيد الله القرشي الدمشقي (150 ــ 233هـ)، ومروياته، ومنهجه. وقد استهلت بالتعريف بنسبه وولادته في دمشق، وتلقيه بالكاتب بسبب توليه لديوان الخراج بالشام، أو خراج الغوطة على وجه التحديد زمن المأمون وتناول تحصيله للعلم عن شيوخه في الشام التي كانت في أيامه موئلاً لطلاب العلم والعلماء، وقد روى عن شيوخه الحديث والمغازي والسير والفتوح، غير أنه قد استحوذ على اهتمامه رواية الأخبار المتعلقة بالمغازي والصوائف والشواتي، فصنف فيها كتبًا مهمة؛ ثم أتى الباحث بقائمة ممن روى محمد بن عائذ عنهم من أهل العلم، وشملت القائمة المرتبة هجائيًا ثلاثين عالمًا أولهم إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي المكنى بأبي عتبة الحمصي، وآخرهم يعقوب بن فضالة. ثم تناول توثيقه، وأوضح ما حظي به محمد عائذ من تقدير أهل الحديث وأهل المعرفة بالرجال لما اتصف به من صدق وعدالة في كتابته؛ لكن ابن عساكر أشار في أحد مواضع الرواية إلى تدليسه؛ ولم ير الباحث أحدًا من علماء الجرح والتعديل قد أشار إلى صفة التدليس فيه. ثم تحدث عن عقيدته وما ذكره الحافظ صالح بن محمد أنه قدري أي من القدرية، التي ساد فكرها في أوساط شيوخه الكبار الذين تلقى عنهم وتأثر بهم كالهيثم بن حميد الغساني، ويحيى بن حمزة الحضرمي. وبالنسبة لأخلاقه فقد وصف أنه ذو خلق ودين، وكان حادّ الطبع، وفي تعامله بعض الجفاء. ثم تناول ثقافته ومصنفاته التاريخية، وتحدث عن كتابه «المغازي» الذي غلبت عليه شهرته، فكان يلقب بصاحب المغازي، وظل الكتاب موجودًا إلى القرن العاشر، لكنه ضاع؛ ومن كتبه «الفتوح»، و«السير»، و «الصوائف» ثم تناول موارد ابن عائذ وأهمها مرويات شيوخه الأعلام الحديثية والتاريخية؛ وكانت مغازي عروة بن الزبير ومغازي الزهري من الموارد الرئيسية لمغازيه؛ كما أن جلّ نصوصه في «الصوائف» عن شيخه الوليد بن مسلم. وذكر الباحث تلامذته والرواة عنه وعدّ منهم ثلاثة وعشرين عالما. ثم بيَّن أهمية كتبه ومنهجه في معالجة مادتها، وبين حرص ابن عائذ على عزو معلوماته إلى مصادرها بواسطة الأسانيد، ونقله عن شهود العيان لبعض الحوادث، أو روايته عمن عاصروها. وأشار إلى عدالته في الكتابة عن الغزوات، صوائفها وشواتيها، وإلى اقتباس المتأخرين منه في المرويات التاريخية كابن حجر؛ وساق الباحث لغرض المقارنة نصوصًا من مرويات ابن عائذ، وما يماثلها في بعض كتب المغازي والسير. وانتهى إلى إبراز دقة مروياته، وتفرده بذكر بعض التفصيلات التي يعزّ وجودها في أي مصدر آخر.