سلمان بن عبدالعزيز رجل دولة متميز، وركن رئيس من أركان النظام السياسي السعودي، يشارك في صنع القرار السياسي محليًا، ويسهم في بلورة علاقات المملكة الخارجية مع الدول الشقيقة والصديقة. بيد أننا في هذا البحث سنتناول بعدًا واحدًا من أبعاد شخصية سلمان بن عبدالعزيز القيادية والسياسية والإدارية، والمتمثل في الدور الرئيس الذي أداه عبر خمسة عقود لإحداث التحول الجذري الذي تعيشه مدينة الرياض في شتى المجالات. يمثل سلمان بن عبدالعزيز حالة تطبيقية لنظرية القيادة التحويلية، ونموذجًا واقعيًا للقائد التحويلي، قاد التحول في مدينة الرياض بالانتقال المستمر بها من وضع إلى وضع آخر أفضل، وفقًا لرؤية واضحة تقوم على صنع التغيير المطلوب وجعله واقعًا محققًا. هناك ظروف مختلفة، ومؤسسات حكومية وأخرى خاصة، وأناس أسهموا في صناعة التغيير والتحول الذي حدث في مدينة الرياض، بيد أن هذه الإسهامات - رغم أهميتها - كانت في إطار رؤية القائد. كان سلمان القائد الذي يوجه وينسق ويتابع هذه الجهود؛ ضمانًا لتحقيق رؤيته لمدينة الرياض.
|