استـكمل البـاحث فـي هـذه المقالـة مـا سـبق أن بـدآه حول دور الملك عبــدالعزيز ــ رحمه الله ــ في إحياء التراث، وهدف إلى متابعة حركة إحياء التراث بعد توحيد الجزيرة، وقد أشار إلى أن أجزاء بعض كتب التراث التي طبعتها مطبعة المنار على نفقته صدرت قبل توحيد الجزيرة، وبعضها بعد ذلك، مثل: المغني، والشرح الكبير، وكتابي تفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وعندما بلغ الملك عبدالعزيز مكة في 5/8/ 1343هـ نشطت طباعة كتب العقيدة السلفية وبعض أمهات الكتب، فكان أول ما طبع في عهده مجموعة التوحيد الصادرة في شوال سنة 1343 بعنوان: الكتاب المفيد في معرفة حق الله على العبيد، المسمّى، بمجموعة التوحيد، وجاء في مقدمته أن المجموعة تشتمل على رسائل للشيخ محمد بن عبدالوهاب، ورسائل لبعض أبنائه ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أخذت مطبعة أم القرى التي خلفت المطبعة الميرية في طباعة التراث منذ ذلك الحين، ثم تطورت في العهد السعودي، وأخذت تخرج كتبًا صخمة ذات إخراج حسن، وأقلعت عن طباعة مجاميع الكتب والكتب المحشّاة، وقد أصدرت سنة 1325هـ: الدرر السنية في الأجوبة النجدية، ثم أصدرت سنة 1357: كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل، بتصحيح الشيخ عبدالرحمن بن قاسم، وإلى جانب مطبعة أم القرى نشأت في مكة المكرمة المطبعة السلفية سنة 1347هـ كفرع للمطبعة السلفية بمصر، لوجود احتياجات حركة النشر المتطورة بتشجيع الملك عبدالعزيز، وصدر فهرست لهذه المطبعة سنة 1347هـ، وأورد الكاتب تسعة كتب طبعتها مثل: كتاب السنة للإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل الذي أصدر سنة 1349هـ، كما تناول نشاط المطبعة الماجدية في مكة المكرمة التي كان من بين مطبوعاتها: كتاب أخبار مكة للأزرقي بتحقيق رشدي الصالح ملحس الذي صدر جزآه بين سنتي 1352 و1357هـ، وتطرق إلى اتساع حركة الطباعة والنشر في المملكة، وتنوع جهات النشر بين حكومية وخاصة وتجارية، وغطى الباحث مخرجاتها من فئات المطبوعات الآتية: كتب العقيدة والتشريع وصدرت في مجاميع من الرسائل والفتاوى والمسائل، وفي كتب مستقلة، وفي كتب مشروحة، وفي كتب ردود على مناهضي الدعوة السلفية.
|