تناولت الكاتبة رأي الكُتّاب الغربيين في الإسلام، وتتجلّى أهمية هذا التناول في أنه يأتي من جانب باحثة اعتنقت الإسلام عام 1392هـ/ 1972م عن قناعة تامة، ودرست ما كتب عن الإسلام في الغرب وأرادت كشف ما فيه من خداع ومغالطات، واستشهدت بما ذكره عبداللطيف طيباوي من أن كتابات المستشرقين ومحاضراتهم في موضوعي الإسلام والعرب هي في روحها ومضمونها ضد الإسلام وضد العرب وبخاصة ما يتعلق بأمور العصر الحاضر، ومن الملاحظ أنه تتواصل دراسة الإسلام والعرب من خلال تطبيق مقولات أوروبية غريبة وضعها مسيحيون ويهود متعصبون ضد المسلمين والعرب، وقد نشر (سمث) دراسة عن الإسلام في الأدب الإنجليزي سنة 1939م ندّد فيها بتشويه صورة الإسلام والعرب في الأدب والشعر والمسرح وكتب الرحلات، وقد تتبع (سمث) معالجة الإسلام في الأدب الإنجليزي ودرس كل صور التشويه وسوء الفهم للإسلام وللرسول صلي الله عليه وسلم وقد أوضح النظرة الأوروبية للإسلام من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر في الأعمال الأدبية المنشورة، وكشف أنهم حرفوا وكتبوا اسم الرسول صلي الله عليه وسلمبأشكال مختلفة بلغت ثلاثة وسبعين، وسموه نبيّ التّرك، وتوضح دراسة (لدانيال) نشرت سنة 1960 أن الجهل بطبيعة الإسلام الحقيقية ليس هو السبب الوحيد للعداء بين الغرب المسيحي والشرق المسلم، بل كانت هناك أسباب أخرى كالترجمات المحرّفة للقرآن الكريم التي قدّمها الرهبان والقساوسة، ورغم مرور مئات السنين من المعرفة المشوّهة المناهضة للإسلام والمسلمين، حدث اختراق لها في القرن التاسع عشر عند كتب (توماس كارليل) عن الرسول صلي الله عليه وسلمبروح إيجابية مفنّدًا قناعات الغربيين الباطلة نحو الإسلام والمسلمين والرسول. وتدعو الكاتبة إلى متابعة دراسة الأشكال الأدبية المنشورة في الغرب لاكتشاف أي معالجة سلبية في أي منها لموضوعات الإسلام والمسلمين والعرب والرد عليها وتصحيحها، ولا نشك أن مهاجمة الإسلام لا تغير في قيمته ومركزه بوصفه خاتمة الأديان السماوية، وإن استمرارية الإسلام والمسلمين دليل على عظمته، فهو الدين الحق الذي يدخل الناس فيه بحمد الله أفواجًا.
|