تناولت المقالة أسلوب الكناية وأقسامها وسبب استخدامها، وقد رُجِع إلى القرآن الكريم وكتب دلائل إعجازه والدراسات البلاغية. وأوضح أن الكناية لفظ أُريد به لازم معناه مع جواز إرادة معناه، والقرينة في الكناية لا تمنع من إرادة المعنى الأصلي وهو المعنى المباشر، مما يعني أن قرينة الكناية سهلة ومتسامحة ومرنة، وهي لذلك توافق على ازدواجية الأداء وثنائية المعنى. والكناية تصح ولو لم يكن المعنى الأصلي للفظ المكنى به ذا وجود خارجي. والكناية ثلاثة أقسام : كناية عن صفة؛ أي عن معنى، وكناية عن موصوف؛ أي عن ذات، وكناية عن نسبة الصفة إلى الموصوف؛ أي عن نسبة المعنى إلى الذات. وبالنسبة إلى الكناية عن صفة ففيها يُصرح بالموصوف، ولكن لا يُصرح بالصفة المكنى عنها، بل بصفة أو بصفات أخرى تستلزمها. والكناية عن صفة ضربان: قريبة وبعيدة، فالقريبة هي التي ينتقل الذهن فيها من المعنى الأصلي إلى المعنى الكنائي بلا واسطة بين المعنيين. والكناية البعيدة واضحة وخفية، فالواضحة هي ما يفهم المعنى الكنائي من المعنى الأصلي منها بداهةً لوضوح اللزوم بينهما، أما الخفية فهي التي تحوج في فهم المقصود منها إلى شيء من الأناة والتأمل لخفاء اللزوم فيها نوعا ما بين المعنى الأصلي والمعنى الكنائي. وفي الكناية عن موصوف يصرّح بالصفة، وبالنسبة، ولكن لايصرح بالموصوف صاحب النسبة بل يُكنى عنه بما يدل عليه ويستلزمه. وفي الكناية عن نسبة الصفة إلى الموصوف يُصرح بالصفة ويصرح بالموصوف، ولكن لايصرح بنسبة الصفة إلى الموصوف، بل يكنى عن هذه النسبة بنسبة أخرى تستلزمها. ومن دواعي استخدام الكناية أنها أبلغ من التصريح، وتقدم أسلوباً حضارياً مهذباً.
|