تناول الكاتب نصًا شعريًا في مدح الخصيبي لأبي الطيب محمد بن الحسين المتنبي الذي عاش بين سنتي (303 ــ 354هـ)، لإبراز المكونات الفنية والمعنوية للنص. وقد رجع لديوان المتنبي، وشروحه، والدراسات النقدية لشعره. وقد أبرز في تناوله لمعاني أبيات المتنبي الصور والتشبيهات الجميلة، وأشار إلى ربط العكبري لمعاني بعض الأبيات في شعر المتنبي بمقولة أرسطو في أن الحس قبل المحسوس، والعقل قبل المعقول، كما أشار إلى استعارة المتنبي في قصائد مدحه صورة الخيل وهي تكرّ في ميدان القتال ، وكنى الشاعر بالقصائد عن الغارة التي يهدد بها أولئك الذين مدحهم، مع أنهم لا يستحقون المدح لبخلهم وجهلهم، كما أشار إلى أثر اضطراب الرواية لبعض أبيات المتنبي في فساد توجيه معانيها، وكان له وقفات متأنية عند بعض أبيات المتنبي التي تستحق النظر والبحث للكشف عن بعض خفايا مضامينها، ودقائق صنعتها، ومنها الأبيات التي قالها في الممدوح الخصيبي، فالممدوح قاض، ومَدَحه بما يضاهي القضاء، فجعل المكارم كالأيتام، وجعلها في حجره لما مات عنها الكرام، وألقوا مكارمهم على هذا الممدوح، كأنهم كفلوهُ إياها يستعلمها عند اللزوم، فهذا التوضيح يكشف دقة صنعة المتنبي، وبعد مراميه الفنية ، وثراء معانيه الشعرية .
|